تأثرت الأسهم الإماراتية أمس بخيبة آمال مستثمرين كثر من نتائج شركة "إعمار العقارية" في الربع الثاني من السنة وخسرت اكثر من بليون درهم من قيمتها في يوم واحد. وجاءت الخسارة على رغم زيادة كبيرة في حجم التداول في اليوم الأول للاكتتاب بأسهم شركة "العربية للطيران" في سوق دبي المالية. وأعلنت"إعمار"أول من أمس ان صافي أرباحها للربع الثاني من هذه السنة ارتفع 1.3 في المئة إلى 1.56 بليون درهم 424.3 مليون دولار، أو 0.26 درهم للسهم، مقارنة بپ1.54 بليون درهم، أو 0.25 درهم للسهم، قبل عام. وأضافت أن الأراضي التي باعتها في دبي أقل من العام الماضي، وأن أرباح المبيعات المرتفعة الهامش للأراضي غير المستغلة انخفضت بنسبة 75 في المئة. وعزا محللون المكاسب الضئيلة للشركة إلى تأثر عملياتها سلباً باضطراب سوق التمويل العقاري في الولاياتالمتحدة. وتراجع سهم"إعمار"أمس 3.75 في المئة من 12 درهماً إلى 11.55 درهم، ومعه أسهم غالبية الشركات في سوقي أبو ظبي ودبي الماليتين، لتتراجع قيمة السوقين من 611.9 بليون درهم إلى 610.9 بليون. وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالية بنسبة واحد في المئة، ليغلق على 4595.16 نقطة. وارتفع حجم التداول في البورصة الإماراتية من 1.33 بليون درهم أول من أمس إلى 2.09 بليون درهم أمس، بفعل بدء التداول بأسهم شركة"العربية للطيران"، غير ان تداول السهم بأكثر بقليل من سعر تكلفة الإصدار التي بلغت 1.02 للسهم الواحد، أثر، في رأي محللين ماليين، سلباً في أسعار أسهم الشركات في بورصتي أبو ظبي ودبي. و جاء سهم"العربية للطيران"في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً أمس، إذ تداول المستثمرون 0.77 بليون درهم، موزعة على 0.70 بليون سهم، في 8388 صفقة. واحتل سهم"إعمار"المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 0.50 بليون درهم موزعة على 43.14 مليون سهم و1482 صفقة. وعزا الرئيس التنفيذي لشركة"العربية للطيران"عادل علي في حديث هاتفي مع"الحياة"أسباب تداول السهم بسعر قريب من سعر الإصدار، إلى"عودة الواقعية"إلى قطاع الاكتتابات الأولية، إذ كان سعر السهم يرتفع في اليوم الأول لتداول أسهم الشركات المطروحة حديثاً خلال السنتين الماضيتين عشرات أضعاف سعر الإصدار. وطرحت شركة"العربية للطيران"نحو 2.566 بليون سهم في الاكتتاب العام، أو 55 في المئة من أسهمها، وحققت تغطية نسبتها 150 في المئة، علماً ان التغطية في حالات سابقة بلغت معدلات أكبر بكثير. وقال رئيس المؤسسة المالية"أموال إنفست"هنري عزام"ان مستويات الاكتتاب التي وصلت إلى مئات الإضعاف في بعض الإصدارات قد لا تشهدها الأسواق العربية مرة أخرى"، مشيراً إلى اتجاه متزايد لتصبح الإصدارات الأولية أكثر عقلانية من ناحية الإقبال. ولفت خلال مشاركته في مؤتمر"قمة الاكتتابات الأولية"الذي افتُتح في دبي الى ان ارتفاع تكلفة السهم في الاكتتابات والعوائد المنخفضة بعد الإدراج من العوامل التي تضعف إغراء الاستثمار فيها. توقعات سلبية وأشار إلى أن العوائد الضخمة التي كانت تجنيها المصارف من عمليات الاكتتاب قد تصبح أقل هذه السنة. ووصلت أرباح المصارف في الإمارات مثلاً عام 2005 إلى مستويات تاريخية من عوائدها على قروض قدمتها للراغبين بالاكتتاب في شركات جديدة. وكانت مكاسب الإصدارات الأولية السعودية الأعلى على الإطلاق في المنطقة بمتوسط عوائد بلغ 652 في المئة عام 2004، تلتها عُمان بنحو 68 في المئة، فالإمارات بنسبة 38 في المئة، كمتوسط عام. وسجل الاكتتاب على أسهم شركة"تمويل"الإماراتية النشطة في تمويل المنازل المتوافق مع الشريعة فائضاً العام الماضي تجاوز 500 في المئة وجمع 270 بليون درهم، بينما كان المطلوب 550 مليوناً. وخلال الربع الأول من العام الحالي، بلغ عدد الإصدارات الأولية في المنطقة 12 إصداراً لا يزال بعضها مفتوحاً، مثل الاكتتاب بأسهم"العربية للطيران"في الإمارات. وبلغت قيمة الإصدارات اكثر من 950 مليون دولار.