يتجه الرئيس محمود عباس للاستعانة بمنظمة التحرير في مواجهة الغالبية البرلمانية التي تتمتع بها حركة"حماس"بعد"انقلابها"عليه، وسيطرتها بالقوة على قطاع غزة. ووجه عباس امس، بصفته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، دعوة الى اعضاء المجلس المركزي لعقد جلسة طارئة للمجلس في الثامن عشر من الشهر الجاري"لبحث الازمة التي تشهدها السلطة الوطنية". وغادر عباس رام الله امس الى الاردن للقاء عدد من قيادات حركة"فتح"واعضاء المجلس المركزي والتباحث معهم في الخيارات المتاحة للخروج من الازمة السياسية التي اعقبت انقلاب حركة"حماس"على السلطة في قطاع غزة، وقيامها بحل اجهزة الامن بعد استيلائها على مقارها. ورجح نبيل عمرو المستشار السياسي للرئيس عباس ان يتخذ المجلس المركزي قرارات باللجوء الى انتخابات عامة مبكرة. واعلن عمرو ان الامين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة قرر العودة الى الوطن والمشاركة في اجتماعات المجلس. واشار في هذا الصدد الى ان السلطة قدمت طلبا رسميا الى الجانب الاسرائيلي للسماح بدخول حواتمة. وقالت مصادر مطلعة ان الرئيس عباس يرى في عودة حواتمة، وهو احد القادة التاريخيين في منظمة التحرير، تعزيزا لدور المنظمة في مواجهة حركة"حماس"التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة. ويرى مراقبون في رام الله ان المجلس المركزي للمنظمة سيلعب دورا في دعم خيارات الرئيس عباس في مواجهة"حماس"في المرحلة المقبلة. وفي حال اتخاذ المجلس قرارا باللجوء الى انتخابات مبكرة، كما هو متوقع، فانه سيضع في يد عباس سلاحا ماضيا في مواجهة عودة الغالبية لحركة"حماس"في المجلس التشريعي. وكانت"حماس"تتمتع بغالبية كبيرة في المجلس التشريعي 74 نائبا لكنها فقدتها حينما اعتقلت اسرائيل العشرات من نوابها 41 نائبا. وحسب مقربين من الرئيس محمود عباس فانه يتجه الى تكليف سلام فياض تشكيل حكومة عادية في الايام القليلة المقبلة بعد انتهاء فترة الثلاثين يوما التي يمنحها القانون لحكومة الطوارئ بعد تشكيلها. وامام الرئيس خيار آخر هو تمديد حالة الطوارئ، واعتبار حكومة فياض حكومة تسيير اعمال لحين تمكن المجلس التشريعي من الانعقاد. وفي مختلف الحالات تظل"حماس"مصدر تهديد كبير لاستقرار اية حكومة يشكلها عباس من دون موافقتها بسبب تمتعها بغالبية برلمانية مريحة. ففي اية لحظة قد يخرج نواب الحركة من السجن لتعود لها غالبيتها القادرة على الاطاحة باية حكومة. وهنا يبرز دور منظمة التحرير في منح عباس الحق في اجراء انتخابات مبكرة لتفادي الوصول الى نتيجة من هذا النوع.