غداة الذكرى الاربعين لحرب حزيران يونيو 1967 تكرس الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة اجتماعها اليوم لتقويم الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية للدولة العبرية، وتحديداً على الحدود السورية، ولاحتمالات استئناف المفاوضات السياسية بين البلدين وسط تواتر انباء عن حشود عسكرية للجانبين في مرتفعات الجولان المحتل. وفيما احيا الفلسطينيون امس ذكرى احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة بمسيرات ومهرجانات طغت عليها هواجس الاقتتال والفوضى الامنية والصراع على السلطة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له ان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة"قد يسقط من الذاكرة"الهزيمة التي مني بها العرب امام اسرائيل، محذراً الشعب الفلسطيني من خطر الاقتتال معتبراً أنه يماثل خطر الاحتلال ويزيد عنه. راجع ص 5 و6 ويأتي اجتماع الحكومة الاسرائيلية المصغرة اليوم وسط أحاديث عن احتمال فتح إسرائيل قناة اتصال سرية عبر طرف ثالث مع دمشق لمعرفة"المقابل الاستراتيجي"الذي ستدفعه سورية لإسرائيل بعد انسحاب الأخيرة من الجولان. وسيركز المجتمعون على الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه سورية ازاء التقارير عن تزود الجيش السوري عتاداً حديثاً وإقامته تحصينات وإجرائه تدريبات مكثفة، وإن كانت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تعتقد ان سورية لا تعتزم مهاجمة إسرائيل وأن تحركاتها لأغراض دفاعية. وذكرت صحيفة"هآرتس"امس ان"إسرائيل تتخوف من أحد احتمالين: الأول بدء سورية عمليات مقاومة لاسترجاع الجولان في حال أصرت إسرائيل على رفض استئناف المفاوضات، والثاني أن تقوم دمشق بخطوة أكثر جرأة تتمثل بعملية عسكرية خاطفة بغرض الاستيلاء على جزء من الجولان لتشكل مثل هذه الخطوة رافعة لعملية سياسية تقود في نهايتها إلى الانسحاب الإسرائيلي من كل الجولان". من جهته، قال وزير الدفاع عمير بيرتس بعد تدريب عسكري شمل"احتلال"قرية سورية ان الجيش الإسرائيلي يقوم بتدريبات فقط وليس لغرض شن حرب"وأرجو ألاّ يفسر السوريون التدريبات بشكل خاطئ". وأضاف:"إننا ننظر إلى الاستعدادات السورية على أنها دفاعية لكننا نفحص بدقة كل ما يحصل هناك وفي الوقت ذاته لا نتجاهل الأصوات الأخرى الداعية إلى مفاوضات سلام". الى ذلك، ندد الرئيس محمود عباس بالمعارك التي دارت في الاشهر الماضية بين انصار حركتي"فتح"و"حماس"، معتبرا انها وضعت الفلسطينيين"على حافة حرب اهلية". وقال ان هذه الاشتباكات ادت الى"تدهور مكانة قضيتنا في العالم، وتشويه صورتنا التي كانت طيلة مراحل كفاحنا الوطني ناصعة مشرقة ومشرفة". وحذر من الصراع الداخلي، معتبراً أن خطره يماثل خطر الاحتلال ويزيد عنه. واكدت رئاسة الحكومة الاسرائيلية امس ان اللقاء المقبل بين اولمرت وعباس سيعقد للمرة الاولى في الاراضي الفلسطينية مدينة اريحا وان اولمرت اشار الى الاجتماع اثناء اتصال هاتفي مع الرئيس المصري حسني مبارك الذي اتصل به"لتبادل وجهات النظر بشأن التطورات الاخيرة في المنطقة ومسيرة السلام الاسرائيلية الفلسطينية". وقال التلفزيون الاسرائيلي ان اللقاء مرجح غدا.