يدرك عدد من القادة السياسيين الفرنسيين وجوب امتناع الرياضيين الفرنسيين من المشاركة في الالعاب الاولمبية في الصين. فالمجازر المأساوية مستمرة بدارفور، في حين تتعاون الحكومة الصينية مع حكومة الخرطوم المستبدة، ولا تخفي دعمها لها. وعلى خلاف ما روج له في حملته الانتخابية وزعمه ان حكومته تؤيد المبادئ الانسانية، وتتمسك بالأخلاق، يرى الرئيس نيكولا ساركوزي أن مقاطعة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008، عبثية، وأن هذه الألعاب هي متنفس للحرية. وموقف ساركوزي هذا بعث الطمأنينة في نفوس الرياضيين الفرنسيين التواقين الى المشاركة في عروض الألعاب الخلابة. وترى الحكومة الصينية أن استضافة الألعاب الأولمبية على أراضيها أداة سياسية تجمِّل استبدادها، وتصبغه بصبغة المشروعية. فمنذ سنوات، تنقض بكين على مظاهر الديموقراطية، وتقمع المعارضين السياسيين والمثقفين، وتحرم المؤمنين حرية ممارسة عقائدهم الدينية، وتحظر حرية التعبير في الصحف والشبكة الالكترونية والتلفزيون. وتتهم بكين هؤلاء جميعاً بعرقلة عمل"مشغل العالم ومصنعه". والتعذيب في السجون الصينية شائع، وعقوبة الإعدام تنفذ في حق آلاف المسجونين سنوياً. ولا تخفى نيات الصين التوسعية في تايوان، أو هجمتها الديبلوماسية - الحربية على اليابان، ونشرها الرعب في بلاد شعب الايغور، واحتلالها التيبت. والألعاب الأولمبية هي ذريعة تدمير أحياء شعبية ومواقع تاريخية ومصادرة أراضي الفقراء وإجبارهم على مغادرة مساكنهم. ولا شك في ان فرنسيين كثيرين مقتنعون بأن المشاركة في الألعاب الأولمبية تعزز عجرفة نظام قمعي ومارق. وعلى الرياضيين الفرنسيين المشاركين في دورة الألعاب العودة الى ضميرهم، والتفكير في تغاضيهم عن انتهاكات حكومات بكين، وتجاهلهم كابوس أهل الصين. فاحترام حقوق الانسان أنبل من التنافس في عرض فرعوني أولمبي. عن جان ماري بروم استاذ العلوم الاجتماعية في جامعة مونبيليه الثالثة، وروجيه دادون فيلسوف ومحلل نفسي، وفابيان أوليه مدير مجلة "مورتيبوس"، "ليبيراسيون" الفرنسية ، 24/5/2007