اعترفت القوات الاميركية بقصف الفلوجة بالطائرات امس، معلنة انها كانت تستهدف مخبأ لزعيم تنظيم "القاعدة" في العراق ابي مصعب الزرقاوي، لكن عراقيين قالوا ان القذائف الصاروخية وقعت في حي سكني وأدى انفجارها الى قتل 24 مدنياً. في غضون ذلك، علمت "الحياة" ان اتصالات شيعية مكثفة تجري مع الاميركيين لإبرام "اتفاق سلام نهائي" يضع حداً للمواجهات المستمرة بين "جيش المهدي" بزعامة مقتدى الصدر، وقوات "التحالف" لدعم اتفاق الهدنة في النجف. الى ذلك اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس معارضته اقامة حكم ذاتي للاكراد في شمال العراق. وجاء تصريحه رداً على اعلان الزعيم الكردي مسعود بارزاني ان مسؤولين أتراكاً ابلغوه موافقة انقرة على الحكم الذاتي ضمن عراق موحد. ولكن مساعد قائد العمليات العسكرية لقوات "التحالف" في العراق الجنرال الاميركي مارك كيميت اعلن ان حوالي 19 عنصراً في شبكة الزرقاوي قتلوا في الغارة الاميركية التي استهدفت صباح أمس حي الجبيل في الفلوجة. ولم يؤكد اذا كان الزرقاوي موجوداً في المكان لحظة الغارة. وذكر شهود ان حوالي 22 شخصاً قتلوا وجرح 8 في الغارة. وقال مسؤول عسكري أميركي طلب عدم كشف هويته ان "التحالف" يشتبه بوجود الزرقاوي في الفلوجة. وهذه اول عملية عسكرية اميركية على هذه المدينة منذ انسحاب مشاة البحرية المارينز منها مطلع ايار مايو الماضي بعد معارك شرسة مع المقاومة. وبعدما كان حادث قتل ستة شبان شيعة من قبيلة الربيعة في الفلوجة قبل اسبوع، وتسليم جثثهم التي جرى التمثيل بها الى ذويهم مقابل 700 دولار للجثة الواحدة، اثار مخاوف من صدام سني - شيعي، زالت هذه المخاوف امس بعد اتفاق، بوساطة من "البيت الشيعي"، على عقد اجتماع عند الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم في حسينية الزاوية في بغداد تتمثل فيه عائلة القتلى مقابل مجلس الحكم المحلي في الفلوجة. وسيستمع الحاضرون الى شهادة طفل في الثانية عشرة نجا بعدما كان يرافق الضحايا الذين كان بينهم اخوه وعمه. ويؤكد اهالي الضحايا ان الستة كانوا يعملون في نقل خيم لقوات لواء الفلوجة، في حين ان اطرافاً من الفلوجة تؤكد انهم كانوا ينقلون خموراً لحساب القوات الاميركية وان "مقاتلين عرباً" هم الذين قتلوهم وليس سكان المدينة. وستجري جلسة اليوم لمقارنة الوقائع. وقتل امس برتغالي وعراقيان في هجوم قرب البصرة، فيما ضبطت الشرطة العراقية سيارة مفخخة في المدينة فجرتها القوات البريطانية. وخطف مسلحون اكراد في كركوك عشرة سائقي سيارات اجرة من منطقة سامراء انتقاماً لمقتل خمسة اكراد بعد خطفهم في منطقة قريبة من سامراء. الى ذلك نفى ناطق باسم "مكتب الشهيد الصدر" معلومات اميركية عن مقتل عشرين عراقياً من عناصر "جيش المهدي" في المواجهات مع القوات الاميركية في مدينة الصدر الخميس الماضي، وأشار الناطق الى مقتل 3 وجرح 15 مدنياً، فيما اكدت مصادر طبية مقتل خمسة اشخاص واصابة 33. تركيا والحكم الذاتي واكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس ان انقرة لا تزال تعارض منح الاكراد في شمال العراق الحكم الذاتي، مستبعداً اي تغيير في السياسة التي تتبعها بلاده منذ عقود حيال وضع الاقلية الكردية. وجاءت تصريحات اردوغان رداً على تصريحات زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الذي قال ان انقرة تخلت عن معارضتها منح اكراد العراق الحكم الذاتي. وجاءت تصريحات بارزاني عشية زيارة زعيم الحزب الوطني الكردستاني جلال طالباني لأنقرة، حيث يتوقع ان يصل اليوم لبحث الاوضاع في شمال العراق مع المسؤولين الأتراك. وقال عبدالكريم العنزي، عضو المكتب السياسي في "حزب الدعوة: تنظيم العراق" ل"الحياة" ان اتصالات تجري مع الاميركيين "لإبرام اتفاق سلام نهائي" مع تيار الصدر. وقال ان بقاء الوضع الامني كما هو عليه الان في مدينة الصدر سيؤدي الى نسف الجهود السياسية التي تثبت الاتفاق المبرم في النجف. وتؤكد مصادر موثوقة ان عناصر "جيش المهدي" التي خرجت من النجف ولم تحقق المكاسب ذاتها التي حققتها العناصر الاخرى داخل المدينة، ومنها الانضمام الى اجهزة الشرطة والمؤسسات المدنية مستاءة جداً ومحبطة لعودتها الى مدينة الصدر من دون امل في تحسين اوضاعها. ويبدو ان الاتفاق الذي يحضر في مدينة الصدر سيأخذ في الاعتبار أوضاع آلاف المسلمين العاطلين عن العمل. ويرى محللون عراقيون ان مدينة الصدر التي تضم اكثر من مليون نسمة، يعيش سكانها تحت خط الفقر، تشكل قنبلة موقوتة لأسباب اقتصادية اكثر من كونها جزءاً من المواجهات بين عناصر تيار الصدر والاميركيين. ويرى مسلحون انسحبوا من النجف بعد الاتفاق بين الصدر والاميركيين ان هذا الاتفاق همّش مصالح الشيعة، ما أثار مخاوف من احتمال تشكيل عصابات مسلحة خارجة عن سلطة الصدر. وقال مصدر في حكومة اياد علاوي ل"الحياة" ان الحل الاقتصادي لسكان مدينة الصدر في بغداد كفيل بتحقيق غايتين: وضع حد للجماعات المسلحة في المدينة. واضعاف تيار مقتدى الصدر الذي يعتمد على الظروف المعيشية القاسية لتجنيد الشباب في "جيش المهدي".