ما زالت الاشتباكات بين عناصر "فتح الإسلام" والجيش اللبناني في مخيم نهر البارد شمال لبنان، تستأثر بالاهتمام السياسي، وعلى رغم تسليم الأطراف اللبنانيين، من الموالاة والمعارضة، بدعم الجيش اللبناني في معركته، فإن المواقف تتباين حول سبل خوض المعركة وطريقة الحسم، كما تتباين حول موضوع إقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن تحت الفصل السابع، ودعوة رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري إلى استئناف الحوار. وأمس، جال وزير الاتصالات مروان حماده على أهالي شهداء الجيش الذين سقطوا في الشمال، في المتن الأعلى والشوف الأعلى، وأكد حماده"أن الجيش يسطر بأحرف من دم وذهب تاريخاً جديداً للبنان ولوحدته وسيادته وحريته"، معتبراً"أن الشهداء الثلاثة ورفاقهم من كل المناطق والانتماءات انضموا إلى قافلة الشهداء الذين سقطوا في وجه العدوان الإسرائيلي والاغتيالات السورية". واعتبر الوزير ميشال فرعون أن"من خلال إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي وضمانة العدالة وحماية لبنان من الجرائم السياسية". وأكد خلال زيارته ووفد من مخاتير الأشرفية والرميل والصيفي والمدور ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن لبنان"سيقوم وينتصر على الإرهاب". وأعلن النائب سمير فرنجية انه"عندما يتبنى"حزب الله"وحركة"أمل"الموافقة على المحكمة ذات الطابع الدولي، وعندما يؤكدان دعمهما للجيش، يصبح تشكيل حكومة جديدة ممكناً". وقال:"اذا ظن أحد في المعارضة ان إقرار المحكمة في مجلس الأمن سيدفعنا في اتجاه قبول شروط المعارضة فهو مخطئ". ورأى في حديث إلى صوت لبنان"ان"هناك جريمة ترتكبها الأحزاب الممثلة للطائفة الشيعية بحق لبنان وبحق الشيعة من خلال ربط هذه الطائفة المؤسسة للكيان اللبناني بمصير النظام السوري"، ورأى عضو كتلة"القوات اللبنانية"النيابية جورج عدوان في حديث إلى محطة"أل بي سي"أمس، أن"ما يجرى في نهر البارد إنجاز كبير للجيش اللبناني الذي أثبت قدرة قتالية وتنظيمية في مواجهة أكبر مؤامرة تعرض لها لبنان منذ 14 آذار 2005"، مؤكداً أن"الأيام ستظهر حجم المؤامرة التي كانت تحاك للوطن والتي لولا تعاطي الأجهزة الأمنية بجدية". وفي مقابل مواقف الأكثرية، رأى عضو كتلة"التحرير والتنمية"النيابية علي حسن خليل أنه بعد إقرار المحكمة"لم تنته المشكلة السياسية، بل بانت المواقف، وتبين أن هناك فريقاً سياسياً يريد أن يكرس هيمنته متجاوزاً قواعد الشراكة حتى وان غلفها في إطار الدعوة إلى حوار". وقال خليل في احتفال تأبيني في إقليم التفاح:"نحن نرى الإصرار على القفز فوق المطالب الوطنية المحقة وفوق المشاركة الحقيقية والدعوة كما جاء على لسان قوى 14 آذار الى القفز فوق هذه المحطة والبدء في نقاش استحقاق رئاسة الجمهورية". وتابع خليل:"نحن اليوم أمام ثلاثة عناوين: دعوة الشيخ سعد الحريري، بيان قوى 14 آذار وطرح الرئيس السنيورة. ولو قرأنا هذه المبادرات لرأينا تناقضاً واضحاً ورسماً معكوساً للأولويات بين الفريق الواحد"، مؤكداً"لن ننجر الى مسألة تضييع الوقت". واعتبر مسؤول الجنوب في"حزب الله"نبيل قاووق أن"فريق 14 شباط كان يراهن في المرحلة الماضية على الوصاية الأجنبية، ولكنه بعد إقرار المحكمة اصبح مرتهناً بالكامل لهذه الوصاية، وبات اليوم يشكل تهديداً حقيقياً للوحدة الوطنية ولاتفاق الطائف ولمبادئ الوفاق الوطني ولانجازات المقاومة في لبنان". وقال قاووق في احتفال أمس:"هذا الفريق الحاكم والمغتصب للسلطة بات يشكل عبئاً حقيقياً على الوطن ومعرقلاً حقيقياً لمشروع بناء الدولة"، مشيراً إلى أن"المشكلة بيننا وبينهم هي الشراكة الوطنية وليس المحكمة الدولية". وقال قاووق:"لن نسمح أبداً بأن تكون الكلمة الأميركية الكلمة الأولى في لبنان"، مذكراً بأن"المعارضة الوطنية تملك وفرة في الخيارات، ونعلم تماماً ان المجتمع الدولي وأن دول الوصاية لا يستطيعون ان يتجاهلوا واقعاً فرضته المعارضة الوطنية اللبنانية، لذلك نحن نقترب شيئاً فشيئاً من تحقيق أهداف المعارضة الوطنية اللبنانية".