غيوم كثيفة تلبدت في سماء قمة شرم الشيخ، حجبت الشمس. وپ"الأخوان المسلمون"، في غزة والأردن ومصر، غشوا اجتماع الرؤساء الأربعة، الى غلاة "الجهاد" العالمي. ولاقتهم من الجهة الأخرى، ايران ومعهاپ"حزب الله". وفي إحدى الزوايا كمن اليمين اليهودي - القومي. وتشخيص المنصب الأكثر اهتزازاً من مناصب الرؤساء، عسير عسر معرفة الجهة مصدر الأخبار السيئة المقبلة: سورية أم"القاعدة"، ام المعارضة الإسلامية المصرية؟ وأما المتغيبون عن القمة التعيسة فهم الولاياتالمتحدة أولاً. وهي الدولة العظمى التي تتحمل فوق غيرها، المسؤولية عن تردّي الحال في الشرق الأوسط. والرئيس بوش تحول حلمه بالديموقراطية الى فوضى كاملة. وانقلبت رؤياه دولتين، اسرائيل وفلسطين، حلماً بعيداً. وليس يسيراً الوقوع على رئيس اميركي كان السبب في إلحاق الضرر الذي ألحقه بوش بمصالح الدولة العبرية. ولم يسبق ان أسهم رئيس اميركي قبله في تدمير السلطة الفلسطينية على قدر إسهامه. فهو حمل الفلسطينيين على الانتخابات السيئة الذكر، على رغم رفض"حماس"التقيد بشروط اتفاق أوسلو على الأحزاب المشاركة في العملية الديموقراطية. وهو منح بركته التضحية ب"خريطة الطريق"على مائدة الانفصال الإسرائيلي من طرف واحد عن غزة. فعزز قوة جبهة الرفض الفلسطينية. وعندما أُجبرت"حماس"، بعد جهد جهيد على قبول حكومة وحدة وطنية، ووافقت على وقف إطلاق النار، لم توفر الإدارة الأميركية جهداً في سبيل إفشال الاتفاق. ويدق، اليوم، بشار الأسد باب بوش، ويطلب إرسال موفد يتوسط في التحاور مع إسرائيل. ولكن الرئيس الأميركي تخلى عن مسؤوليات العملية السلمية، منذ مدريد في 1991. وتخليه يُفقد إسرائيل أحد اهم الإنجازات الاستراتيجية: يقين جيرانها بأن الطريق الى واشنطن، والسبيل الى دعمها تمر بالقدس اولاً. ولا تبدي اوساط أولمرت الارتياح لتراجع التدخل الأميركي. فنائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، فسّر مواقف الرئيس الأميركي دليلاً على ضعف اهتمام بوش بالسلام بين اسرائيل وسورية. ومنذ مدة، يحذر المسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية ان بديل السلام هو حرب وشيكة بين اسرائيل وسورية. ومحصلة الحال ان الرئيس الأميركي لا يريد الحؤول دون انفجار جولة عنف جديدة. فماذا يتوقع ان يحصل إذا رفض بوش، في حرب آتية شحن المدافع والطوافات التي قد نحتاجها وتركنا وحدنا في مواجهة العرب؟ عن عكيفا الدار، "هآرتس" الإسرائيلية 25/6/2007