عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جلسة محادثات قصيرة في وارسو أمس الإثنين، مع الرئيس البولندي ليخ كازينسكي. ويتوقع ان يجري محادثات موسعة مع الرئيس وشقيقه التوأم رئيس الوزراء ياروسلاف كازينسكي. وفيما شهد الملك عبدالله توقيع اتفاقات تعاون بين بلاده وبولندا، من المقرر ان يلتقي اليوم الطفلين البولنديين التوأم اللذين ولدا ملتصقين وتم فصلهما في المملكة على نفقة خادم الحرمين الشريفين. وكان خادم الحرمين الشريفين اختتم امس زيارة رسمية لفرنسا، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس نيكولا ساركوزي في سياق جولة أوروبية - عربية، تقوده الى الأردن ومصر. وقرر الرئيس البولندي تجاوز بروتوكول بلاده والخروج إلى المطار لاستقبال خادم الحرمين، وسط حفاوة رسمية وشعبية غير مسبوقة. وعقب وصول الملك عبدالله إلى مقر إقامته برفقة مضيفه، عقدا جولة محادثات قصيرة. وفي المساء أقام الرئيس البولندي مأدبة عشاء رسمية حضرها أركان الدولة وكبار الضيوف. تلتها جلسة محادثات موسعة ركزت على قضايا التعاون الثنائي ووسائل إسهام البلدين في نشر السلم والاستقرار الدوليين، وفي المنطقة العربية. وشهد الزعيمان توقيع خمسة اتفاقات ومذكرات تفاهم، تؤسس لعلاقة تعاون ثنائي وصفت ب "المتينة" مستقبلاً. ومُنح الملك عبدالله وساماً وطنياً هو الأرفع في بولندا. إذ قلده الرئيس البولندي "وسام النسر الأبيض"، الذي يعد أقدم وسام والأكثر أهمية، ويُمنح عادة في الجمهورية البولندية لأشهر البولنديين ولقادة الدول"تقديراً للأعمال الجليلة، سواء أكانت مدنية أم عسكرية". بحسب تعريفه الرسمي الذي ابتدأ العام 1705 ويقدم في أوقات الحرب والسلم. وأعلن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، قبل وصول الوفد الرسمي السعودي إلى وارسو، أن الرياض حريصة على بناء علاقات متينة مع البولنديين، بحكم صلاتهم الطيبة مع الرياض وحرصهم على تعزيزها ودفعها إلى مستويات جديدة. وقال سعود الفيصل:"إننا مهتمون بتطوير العلاقات الثنائية بين بلدينا. وبولندا من أكبر دول أوروبا وأكثرها عدداً في السكان، ولها دور بارز ومهم في الاتحاد الأوروبي". ورجح مرافقون في الوفد الرسمي للملك عبدالله أن يختتم جولته الأوروبية - العربية بزيارة مواساة ودعم للسلطان قابوس بن سعيد، إثر إعصار"غونو"الذي خلّف قبل أسبوعين قتلى ومصابين وخسائر مالية باهظة في أنحاء سلطنة عمان. ويصل العاهل السعودي اليوم إلى مصر تلبية لدعوة رسمية من الرئيس محمد حسني مبارك. ويغادر مصر غداً إلى الأردن، تلبية لدعوة رسمية من الملك عبدالله الثاني في زيارة تستمر يومين، ومنها إلى سلطنة عمان في زيارة تستغرق ساعات، ليعود إلى بلاده مساء الجمعة. وأُعلن على هامش زيارة الملك عبدالله إلى بولندا عن تأسيس مركز الدارسات العربية والإسلامية في جامعة وارسو، إحدى أعرق الجامعات البولندية والأوروبية. وشملت الاتفاقات المجال الأمني لمكافحة الجريمة المنظمة، والتعاون الثقافي والعلمي والتعليمي، ومذكرة تفاهم سياسي بين وزارتي الخارجية.