تحول قرار مجلس الوزراء إلغاء عطلة الجمعة العظيمة وجعلها يوم الاثنين التالي لعيد الفصح لدى الطوائف المسيحية، الى مادة جديدة للسجال السياسي بين طرفي الموالاة والمعارضة. ولم تحل التوضيحات التي صدرت في هذا الشأن دون تواصل السجال في الأمر، على رغم أن مجلس الوزراء يتجه الى العودة عن القرار في جلسة استثنائية يعقدها اليوم قبل مغادرة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى فرنسا. أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة حرصه"الشديد"على حقوق كل الطوائف اللبنانية، مشدداً على أن"لا مانع لديه من أن يكون يوم الجمعة العظيمة يوم عطلة". وقال السنيورة ل"الحياة":"إن القرار اتخذ في مجلس الوزراء قبل استقالة الوزراء بناء لاقتراح وزير البيئة المستقيل يعقوب الصراف، الذي اقترح أن يعطى يوم الاثنين عطلة بدلاً من الجمعة الذي عادة ما يكون الدوام فيه 3 ساعات، عند مناقشة موضوع خفض عدد أيام الأعياد". وأضاف السنيورة ان مجلس الوزراء سيعيد اليوم الأمور إلى نصابها. واستغرب السنيورة إثارة الأمر بعد 8 أشهر على القرار، معتبراً أن"ذلك يأتي في إطار المزايدات". وقال رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع:"صحيح أن الوزراء المسيحيين في الحكومة لم يقدروا خير تقدير موضوع توزيع الأعياد وبالتالي كان يفترض ان يكونوا أكثر وعياً لهذه النقطة تحديداً". وأضاف:"أتأسف ان يصل العمل السياسي لدى البعض في لبنان الى المستوى الذي وصل إليه، فاليوم، لاحظت أحد العناوين يقول:"السنيورة يلغي الجمعة العظيمة". وهو عنوان لا يعبر بأي شكل من الأشكال عما يحصل وعن الواقع الحاصل. فلا السنيورة ألغى الجمعة العظيمة ولا أحد يستطيع ان يلغيها". وأوضح أن"مجلس الوزراء تناول هذا الموضوع قبل 10 أشهر وأكثر، علماً انه حصل سوء تقدير وتم اخذ هذا الموضوع في الاتجاه الخاطئ، ولم يتم ربطه بإطاره الطبيعي، أي أن الحكومة كانت تفكر في الطرق المناسبة لتعزيز الاقتصاد وتقليص الأعياد الرسمية، فقلصت يومين لدى المسلمين ويومين لدى المسيحيين". وتابع جعجع:"للأسف تم الاتفاق من دون الجدية المفترضة، أن تكون إحدى المناسبات المعنية لدى المسيحيين هي يوم الجمعة العظيمة وهو خطأ كبير، لكن ذلك لا يعني ان يأخذ البعض المسألة للمتاجرة بها وكأن هناك أحداً"يطحش"على المسيحيين في لبنان وينتزع منهم أعيادهم وحقوقهم. فهذا أمر مستحيل ولا أحد يقبل بذلك، والمسألة لم تحصل كذلك ولا أحد لديه هذه النية". وتمنى جعجع على"الغيارى على حقوق المسيحيين ان يتذكروا خلال 15 سنة أين كانت حقوق المسيحيين وكيف كانت تنتهك بمباركتهم وبدعمهم المستمر والمباشر للسلطات التي كانت موجودة ومهيمنة في ذلك الحين والتي أخدت كل حقوق المسيحيين، وعلينا اليوم ان نعمل كثيراً لنستعيدها كما يجب ان تكون فعلاً". وعلق جعجع على قول رئيس المجلس النيابي نبيه بري"ماذا لو أتت الأكثرية بسمير جعجع رئيساً للجمهورية في حال غياب التوافق على الاستحقاق الرئاسي؟". وقال جعجع:"حينها يمكن ان تتوافر فرصة كبيرة لتصحيح الوضع في البلد، وأن تكون هناك شفافية كبيرة وحكم واضح، وربما بسبب ذلك لا يريدون هذا الاحتمال". وكرر القول انه ليس مرشحاً للانتخابات الرئاسية. وقال النائب عاطف مجدلاني:"بعيداً من السياسة والتسييس، والطائفية والتطييف، إلغاء عطلة يوم الجمعة العظيمة كان يمكن تلافيه باستشارة كل المراجع الدينية لتأخذ قرارها، وتلافي هذه الضجة التي في معظمها مفتعلة وتفوح منها رائحة الاستغلال الرخيص". وشدد على"إبقاء يوم الجمعة العظيمة يوم عطلة من دون التنازل عن يوم اثنين الفصح، ولا يجوز الخيار بين هذين اليومين، لا سيما أن المصطادين في الماء العكر ينتظرون مثل هذه الهفوات غير المقصودة لتسجيل مواقف سياسية غير آبهين بما قد تتسبب به من سلبيات نحن بغنى عنها". في المقابل، اعتبر رئيس"الحزب الديموقراطي اللبناني"الوزير السابق طلال ارسلان أن"شطب يوم الجمعة العظيمة من قائمة المناسبات الرسمية في لبنان يشكل طعناً إضافياً خطيراً للصيغة اللبنانية في الصميم"، معتبراً"أنها حلقة من مسلسل التمادي بالعبث المذهبي والطائفي والعنصري في لبنان". واعتبر أن"هنالك تنسيقاً مستتراً خبيثاً مع الاتجاه الدولي والاسرائيلي الهادف الى شطب الوجود المسيحي من هذا الشرق الغارق في الاحادية الخانقة".