تناقلت وسائل اعلام روسية أمس أنباء عن صفقة وقعتها موسكو مع دمشق لبيع مقاتلات اعتراضية متطورة. وفي حين التزمت الجهات الرسمية الروسية الصمت حيال المعلومات المسربة واكدت التمسك بالتعاون العسكري مع دمشق، وصفت مصادر اسرائيلية الصفقة بأنها خطرة وستؤدي الى تحول نوعي في قدرات سورية العسكرية الجوية. وفجرت صحيفة"كوميرسانت"الروسية الجدل في شأن الاتفاق الروسي - السوري على تصدير خمس مقاتلات اعتراضية من طراز"ميغ 31 ايه"المعدلة، وعدد آخر من طراز"ميغ 29 ام ام 2". وقالت إن القيمة الإجمالية للصفقة التي وقعت هذه السنة تبلغ حوالي بليون دولار. ونسبت الى"مصدر خاص"في مؤسسة"روس ابورون اكسبورت"، وهي المؤسسة المسؤولة عن صادرات روسيا العسكرية، ان موسكو بدأت بتنفيذ بنود الاتفاق بين الجانبين لتسليم دمشق هذه المقاتلات. يذكر ان مصنع"ميغ 31"توقف عن انتاج هذا الطراز العام 1994، ما يعني ان الطائرات التي يجري الحديث عنها هي جزء من الاسطول الجوي الروسي تم تحديثها وتطويرها أخيرا، في مصنع"سوكول"الواقع في منطقة حوض الفولغا، وفقا لحاجات الجانب السوري. اما المقاتلة"ميغ 29 ام ام 2"المتطورة، فهي تباع للمرة الاولى الى السوق الخارجية. وبحسب خبراء، انها مماثلة في تصميمها للمقاتلة"ميغ 35"أحدث انتاج المجمع العسكري الروسي والتي تجري موسكو مفاوضات حالياً لبيعها الى الهند. وامتنع مصدر في"روس ابورون اكسبورت"، تحدثت معه"الحياة"، عن تأكيد أو نفي صحة اي تفاصيل تتعلق بالصفقة. لكن مدير وكالة الصناعة الروسية بوريس ألوشين أكد ان جهة أجنبية لم يذكر اسمها تعاقدت على شراء طائرات"ميغ - 31 أيه". وأشار المدير العام لمجمع"ميغ"الصناعي العسكري فلاديمير فيبياجكين الى ان موسكو عرضت هذا الطراز من المقاتلات على الدول التي تملك اصلا، ومنها سورية، طائرات سوفياتية الصنع من طراز"ميغ 25". واكتفى ناطق باسم الخارجية الروسية بالتأكيد على ان"كل عقودنا في مجال التعاون العسكري التقني مطابقة للقانون الدولي ولتعهدات روسيا". لكن مصدراً روسياً لم يستبعد صحة المعلومات عن الصفقة الجديدة ووصفها بأنها تشكل"استمراراً طبيعياً"للتعاون مع دمشق التي تعد أحد شركاء روسيا الاساسيين في المنطقة. ولفت الى ان النائب الاول لرئيس الوزراء سيرغي ايفانوف الذي شغل طويلاً منصب وزير الدفاع، ويتولى حالياً الاشراف على سياسة روسيا الدفاعية والعسكرية، يعد"من اشد انصار استمرار وتعزيز هذا التعاون". وأثارت المعلومات عن صفقة المقاتلات مخاوف اسرائيلية. ونقلت"كوميرسانت"عن مسؤول اسرائيلي ان الصفقة ذاتها لا تشكل تهديداً لأمن اسرائيل، لكن المشكلة ان الحديث يتناول"رزمة متكاملة من اتفاقات السلاح تزيد حجماً شيئاً فشيئاً". ولفت الى ان"العدد الحقيقي للمقاتلات المباعة من طراز"ميغ 31 ايه"ربما يكون اكثر بكثير من خمس طائرات". ويعتبر الاسرائيليون ان مصدر القلق الاساس هو أن دمشق بحصولها على هذه المقاتلات تكون سارت"أول خطوة جدية وخطرة خلال السنوات العشر الاخيرة في برنامج تحديث قدراتها العسكرية الجوية". وبحسب الجنرال الإسرائيلي ايتان بن الياهو، القائد السابق للقوات الجوية الإسرائيلية، يمكن لمقاتلات"ميغ - 31"الحد من نشاط القوات الجوية الإسرائيلية إلى حد ما، خصوصا إذا امتلكت سورية مزيدا من هذه الطائرات. وان الأكثر خطورة على إسرائيل هو حقيقة استئناف موسكو توريد الطائرات القتالية لسورية. المثير في المعلومات المسربة انها لفتت الى وجود اتفاق سري بين دمشق وطهران تحصل بموجبه الاخيرة على جزء من السلاح الروسي المصدر في مقابل قيام الايرانيين بتمويل الصفقة، علماً ان هذه ليست المرة الاولى التي يجري فيها الربط بين دمشق وطهران عند الحديث عن صفقات سلاح روسي لدمشق. وكانت وسائل اعلام اسرائيلية وروسية اشارت في وقت سابق الى توصل دمشق وطهران الى اتفاق على تسليم الأخيرة عشرة انظمة دفاع جوية متطورة من اصل خمسين نظاماً تجري دمشق محادثات لشرائها من موسكو.