أوردت تقارير في روسيا أمس، تفاصيل عن استئناف التعاون العسكري مع إيران، بعد توقف لسنتين تقريباً. واعتبرت مصادر روسية أن موسكووطهران استفادتا من تراجع احتمالات تنفيذ عملية عسكرية أميركية ضد إيران، لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون العسكري الواسع بين الجانبين. وكشفت صحيفة"كوميرسانت"الروسية تفاصيل محادثات أجراها في طهران الأسبوع الماضي، مسؤولون في الوكالة الفيديرالية الروسية للتعاون مع الدول الأجنبية، وهي المؤسسة المسؤولة عن الاتفاقات العسكرية. وأفادت الصحيفة بأن الاهتمام ركز على تطوير التعاون بين موسكووطهران إلى مستوى جديد، يحصل بموجبه الإيرانيون على امتياز تجميع مروحيات روسية في إيران، كما يتجه الطرفان الى توقيع صفقة لتزويد مقاتلات إيرانية حديثة محركات روسية. ونقلت"كوميرسانت"عن رئيس المؤسسة الروسية ميخائيل ديميترييف قوله إن بلاده"ستواصل التعاون العسكري مع الإيرانيين"، باعتباره"ضرورياً للمحافظة على توازن القوى في المنطقة". وأشارت المعلومات التي رشحت عن محادثات طهران إلى أن الإيرانيين قدموا طلباً رسمياً لشراء محركات طائرات روسية من طراز"أر دي 33"لتجهيز مقاتلات إيرانية حديثة"أسرع من الصوت"، وهذا اختراق صناعي عسكري إيراني جديد بحسب مصدر في الصناعات العسكرية الروسية. وتسعى طهران إلى إحلال هذه المقاتلة محل"أف 5"الأميركية التي تستخدمها منذ سبعينات القرن العشرين، وكذلك محل طائرة"أزاراخش"وهي النسخة المعدلة إيرانياً من"أف 5". لكن المصدر أشار إلى أن القرار النهائي في شأن إمكانات تصدير المحركات يعود الى الرئيس فلاديمير بوتين. كذلك شغلت مسألة تجميع المروحية العسكرية الروسية من طراز"كا 32"في إيران، حيزاً من مناقشات الجانبين، كما أوردت"كوميرسانت"التي أشارت الى ان العسكريين الإيرانيين ناقشوا إمكانات إنشاء خط إنتاج خاص لمحركات المروحيات في إيران. واللافت أن الإيرانيين أعربوا عن رغبتهم في شراء حقوق تجميع المروحيات الروسية منذ العام 2005، كما وقعت في العام ذاته شركة"روس ابورون اكسبورت"الروسية المسؤولة عن صادرات السلاح، عقداً لتحديث غواصات إيرانية في روسيا كان مصيره أيضاً التجميد. ولفت مصدر روسي الى ان طهران طرحت خلال زيارة بوتين في تشرين الأول أكتوبر الماضي، مسألة استئناف التعاون العسكري بقوة بين البلدين، وتجاوز فترة التوقف التي سببتها زيادة سخونة التوتر حول ملف إيران النووي، علما أن العقد العسكري الوحيد الذي نفّذ بالكامل خلال تلك الفترة اشتمل على تسليم طهران أنظمة دفاعية متطورة من طراز"تور أم واحد"، ما أثار الأميركيين والإسرائيليين. لكن موسكو تمسكت بهذا العقد لأن أحد بنوده نص على"توجيه الأنظمة الصاروخية لحماية محطة بوشهر الكهروذرية"التي تبنيها موسكو في إيران. ولفت خبراء روس إلى أن التعاون العسكري الروسي - الإيراني تلقى دفعة قوية أخيراً، بعد إعلان تقرير الاستخبارات الأميركية تخلي إيران عن برنامجها النووي العسكري منذ العام 2003. وترى موسكو أن كشف التقرير يعني أن واشنطن اتخذت قراراً بعدم توجيه ضربة عسكرية إلى إيران خلال المدى المنظور على الأقل، بالتالي توافر"فرصة تاريخية لروسيا لبيع الإيرانيين أكبر كمية ممكنة من السلاح"، كما أشار مصدر تحدث إلى"كوميرسانت". ولا يخفي الروس حرصهم على ضمان ما يوصف بأنه"توازن القوى في المنطقة"، باعتبار أن إيران تقع بين منطقتي جنوب القوقاز وحوض المتوسط اللتين تشهدان توتراً متواصلاً منذ فترة. لذا أشار ديميترييف إلى أن تعاون موسكو العسكري مع الإيرانيين من شأنه"تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط"وضمان الهدوء في المنطقة الجنوبية المحاذية للحدود الروسية. ولا يستبعد خبراء عسكريون أن تشهد المرحلة المقبلة نشاطاً أوسع على صعيد التعاون العسكري بين البلدين، إذ يُتوقع أن تعود طهران الى مناقشة شراء أنظمة صاروخية متطورة من طراز"أس 300"، أوقفت موسكو الحديث في شأنها. ويتوقع ايضاً ان تتجدد المناقشات حول تصدير مقاتلات روسية متطورة من طراز"ميغ 29"و"سوخوي 30"إلى إيران علماً ان المفاوضات في هذا الشأن متوقفة منذ اكثر من سنة.