نفذت حركة "طالبان" الهجوم الأعنف من نوعه منذ سقوط نظامها أواخر عام 2001، وأسفر تفجير باص تابع لوزارة الداخلية الأفغانية يعتقد بأن انتحارياً نفذه، عن سقوط ما لا يقل عن 35 قتيلاً، معظمهم من أفراد الشرطة، إضافة إلى مدنيين، فيما جرح 52 آخرون بينهم خمسة عناصر من القوات الدولية. ووقع التفجير على الطريق المؤدية من مركز مديرية شرطة العاصمة كابول إلى مقر المحافظ. ودان الرئيس حميد كارزاي الهجوم ووصفه بأنه محاولة لعرقلة تدريب قوة الشرطة الأفغانية على أيدي عناصر التحالف الغربي. وأعلنت الداخلية الأفغانية ان بين المصابين خمسة أجانب، هم يابانيان وكوري وباكستانيان، نافية مقتل أي أجنبي في الهجوم. وأفاد شهود في كابول ان الباص احترق بالكامل بعد الانفجار الذي ألحق اضراراً بسيارات في المنطقة حيث تناثرت جثث القتلى. وأفادت معلومات أولية ان المهاجم تسلل الى الباص بعدما تخفى بزي شرطي. وقال قائد الفرع الجنائي في الشرطة علي شاه باكتياوال ان منفذ التفجير انتحاري من"طالبان"، فيما تناقلت مصادر إعلامية في كابول رواية مفادها انه ربما ترك العبوة في الباص وترجل منه قبل تفجيرها. وأعلنت"طالبان"مسؤوليتها عن التفجير الذي لم تشهد العاصمة الأفغانية مثيلاً له منذ سنوات، فيما أبدى مراقبون مخاوف من مؤشرات إلى عزم الحركة على توسيع عملياتها من الجنوب الأفغاني إلى العاصمة والمناطق الشمالية التي كانت تعتبر هادئة نسبياً. ووقعت أربعة هجمات انتحارية في جنوب البلاد ووسطها وشمالها يومي الجمعة والسبت، بما في ذلك انفجار في كابول أول من أمس، وأسفرت عن سقوط 14 قتيلاً بينهم جندي هولندي. في الوقت ذاته، أكد ناطق باسم التحالف الغربي ان ثلاثة من عناصره يعملون تحت قيادة أميركية ومترجماً أفغانياً قتلوا أمس بانفجار عبوة لدى مرور آلية تقلهم في ولاية قندهار. وبهذا الانفجار ارتفع الى 87 عدد جنود التحالف الذين قتلوا في أفغانستان منذ مطلع السنة، فيما سجل العام الماضي مقتل 191 جندياً أجنبياً معظمهم من الأميركيين في أفغانستان. الى ذلك أ ف ب، أعلنت الشرطة في ولاية هيرات مقتل اثنين من عناصرها وثمانية من"طالبان"في مواجهات قرب الحدود الإيرانية. وأكد قائد الشرطة المحلية رحمة الله صافي ان مجموعة من"طالبان"هاجمت ليل السبت - الأحد المركز الحدودي في قلعة نزار في الولاية، ما أدى الى اشتباكات استمرت أربع ساعات. واتهم"طالبان"بمحاولة الاستيلاء على المركز. يذكر ان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أعلن اخيراً ان إيران أرسلت كميات ضخمة من السلاح إلى الحركة.