بدأ وزراء الدفاع في دول حلف شمال الأطلسي ناتو البحث في مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا "بروح من الحزم والحوار" مع روسيا التي تعارضه واقترحت بديلاً منه. وتأتي المداولات الصعبة قبيل اجتماع لمجلس الحلف مع روسيا. واتفق وزراء الدفاع خلال اجتماعهم في بروكسيل أمس، على إجراء تقويم شامل للأبعاد السياسية والعسكرية التي يمكن أن تنجم عن أنظمة الدفاع والدروع الصاروخية التابعة لكل من الولاياتالمتحدة والحلف الذي طلب من خبرائه وضع خطط لنظام دفاع صاروخي لحماية دوله الأعضاء من اي هجوم. وحدد الوزراء مهلة لاستكمال التقويم تنتهي في شباط فبراير المقبل، تمهيداً لعرض المسألة على قمة الأطلسي التي ستستضيفها بوخارست في نيسان ابريل 2008. وأقرت قمة"الأطلسي"الخريف الماضي، درس جدوى"حماية كل أراضي الحلفاء من الصواريخ البالستية والمتوسطة المدى"التي تشكل تهديداً للأمن الأوروبي، ومصدرها دول مثل إيران وكوريا الشمالية. ويتجاوز موقف"الأطلسي"معارضة روسيا نشر الدرع الصاروخية الأميركية في بولندا وتشيخيا، واعتبار الروس هذا الأمر خطوة لإحياء الحرب الباردة وتهديدهم باستئناف سباق التسلح. وقال الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر:"خريطة الحلف لأنظمة الدفاع الصاروخية ليست واضحة، وسندرس الآثار السياسية والعسكرية للأنظمة الصاروخية في وقت تتقدم المفاوضات الأميركية مع بولندا وتشيخيا". وأكد أن الخطة تستند إلى"مبدأ عدم تجزئة الأمن الأوروبي والتحالف عبر الأطلسي، والحوار مع روسيا". وشدد وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونغ على ضرورة ألا تؤدي الخطط الأميركية لإقامة نظام الدفاع الصاروخي في شرق أوروبا إلى شق صفوف الحلف، مؤكداً ضرورة العمل المشترك لتوفير الحماية للشعوب الأوروبية. وقال مصدر ديبلوماسي ل"الحياة"إن خطة أنظمة الدفاع الصاروخية في الإطار الذي أقرته قمة الأطلسي"دخلت مرحلة الاختبار وينتظر نشرها عام 2010". وسيقوّم الحلفاء العواقب العسكرية والسياسية لأنظمة حماية المدن والسكان في بلدان الحلف، وسيبحثونها في ضوء مبادرة الدرع الأميركية، خصوصاً أن الرادارات والدروع المقرر نشرها في تشيخيا وبولندا تغطي غالبية أراضي الحلفاء باستثناء رومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا. وقال دي هوب شيفر إن الدول الأربع تهددها الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. وأبدى الحلف بعض الاستعداد للتجاوب مع طلبات قدمها وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوك في بروكسيل، لتعديل معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية بما يؤمن قدرة روسيا على نشر قواتها في منطقة القوقاز. في موسكو، اعتبر رئيس مجلس الدوما بوريس غريزلوف أن نشر نظام الدرع الصاروخية قرب حدود بلاده يتعارض مع روح التعاون والشراكة مع"الأطلسي". وأكد أن روسيا تدعو إلى توطيد السلام والاستقرار في أوروبا، وتبذل كل ما في وسعها لمنع سباق تسلح جديد. وشدد على استعداد بلاده لتقليص أسلحتها التقليدية في أوروبا إذا كان الحلف مستعداً للمثل. وفي الولاياتالمتحدة، حضر اختصاصيون في مجال مكافحة الإرهاب من أنحاء العالم مؤتمراً في مياميفلوريدا, تخللته تدريبات على صد هجوم إرهابي وهمي بالأسلحة النووية. وخلال التدريبات، شنت وحدات نخبة للتدخل السريع محمولة بمروحيات، هجوماً على منزل يفترض ان يكون إرهابيون تحصنوا فيه مزودين متفجرات ومواد مشعة. وجرت التدريبات في ملعب لكرة القدم، وشاركت فيها وحدات من شرطة ميامي وعملاء في مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي اعتقلوا"إرهابيين"كانوا داخل المخبأ الوهمي.