التقى الرئيس الأميركي جورج بوش البابا بنديكتوس السادس عشر في روما أمس، ما جعله اللقاء الأول بينهما في وقت احتج متظاهرون مناهضون للحرب على زيارة بوش الى إيطاليا. وأبدى البابا لبوش رغبته في التوصل الى حلول"إقليمية"للنزاعات في الشرق الأوسط"من طريق التفاوض"، علماً ان اللقاء الذي استغرق نصف ساعة تطرق الى قضايا سياسة دولية رئيسية أهمها بين إسرائيل والفلسطينيين, ولبنان والعراق الذي انتقد البابا في رسالة عيد الفصح هذا العام ان"لا شيء إيجابياً خرج على صعيد معالجة الوضع المقلق فيه". ووصف الفاتيكان اللقاء بأنه"ودي"، فيما عقد الرئيس الأميركي أيضاً اجتماعات مع عدد من المسؤولين في الفاتيكان لمناقشة مكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة"ايدز"في أفريقيا بموجب برنامج"دريم"المخصص لتعزيز مصادر الأدوية ضد"الايدز"وسوء التغذية. ولاحقاً، أجرى بوش محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي، وذلك غداة إعداد لجنة تحقيق في المجلس الأوروبي تقريراً ثانياً عن السجون السرية لوكالة الاستخبارات الأميركية سي آي أي في أوروبا. كما التقى أيضاً الرئيس الإيطالي جيورجيو نابولتانو. وتعتبر المسائل العسكرية من اكثر المسائل المثيرة للجدل في إيطاليا, ومن بينها التزام روما بنشر قوات لها في أفغانستان, وخطة الحكومة توسيع قاعدة عسكرية أميركية في شمال شرقي إيطاليا والتي تلقى معارضة شعبية واسعة. وكان برودي اجبر على التنحي عن منصبه لفترة وجيزة قبل ثلاثة اشهر بعدما خسر تصويتاً على سياسته الخارجية في مجلس الشيوخ خصوصاً بسبب انتشار 2000 جندي إيطالي في أفغانستان, وعدم وجود دعم من اليسار المتطرف لائتلافه الحاكم. وقال بوش لصحيفة"لا ستامبا"انه يرغب في التحدث الى برودي حول"الخيارات الصعبة"في أفغانستان. وأضاف:"أود ان أبلغه بأهمية التزام إيطاليا في أفغانستان, الآن وفي المستقبل". وكذلك توترت العلاقات بين واشنطنوروما بسبب قضية مقتل الضابط في الاستخبارات الإيطالية نيكولا كاليباري بنيران أطلقها عنصر من المارينز الأميركي في بغداد في الرابع من آذار مارس 2005، وذلك بعدما توصل الى الإفراج عن صحافية إيطالية. ويحاكم عنصر المارينز غيابياً في روما بتهمة القتل المتعمد ومحاولة القتل. لكن مراقبين يقولون ان الصداقة الطويلة بين روماوواشنطن ما زالت قوية، على رغم العثرات. وصرح سيرجيو رومانو المحلل السياسي بأن قدوم بوش أخيراً الى إيطاليا"يؤكد تحسن الأمور"، مضيفاً ان"أميركا لا تستطيع ان تبقي على مظهر الدولة الغاضبة الى الأبد". دعم استقلال كوسوفو وأعرب بوش خلال محادثاته عن تأييده لاستقلال كوسوفو بإشراف الأممالمتحدة, بحسب دانا بيرينو الناطقة باسم البيت الأبيض. وأوضحت"أن الرئيسين تحدثا عن كوسوفو وعن أهمية الاستمرار في دفع المحادثات مع مجلس الأمن باتجاه تطبيق خطة مبعوث الأممالمتحدة الخاص مارتي اهتيساري الخاصة باستقلال الإقليم"، التي تحظى بدعم زعماء كوسوفو الألبان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي, إلا أنها تلقى معارضة شديدة من صربيا وحليفتها روسيا التي هددت بمنع اتخاذ أي قرار في مجلس الأمن. تظاهرات ونظم متظاهرون من التيار اليساري الذي انقسم على ائتلاف برودي وآخرون مناهضون للولايات المتحدة مسيرات احتجاج، في وقت نشرت الشرطة 10 آلاف من رجالها بينهم مئات من عناصر مكافحة الشغب, إضافة الى عشرات العربات المدرعة، فيما حلقت المروحيات في الأجواء. وأغلق متظاهرون محطتين للقطارات في البندقية وبادوفا قبل ان تغادر إلى العاصمة. ولوح المتظاهرون بلافتات كتب عليها"من روستوك إلى روما ? بوش عد إلى وطنك". وكان برودي طالب أعضاء الحكومة في حزب"التجدد الشيوعي"والحزب الشيوعي وحزب الخضر عدم الانضمام في التظاهرات.