أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة انه قطع شوطاً في تأمين التمويل اللازم لإعادة بناء مخيم نهر البارد، مجدداً التعهد بالبناء، فيما تلقى من موفد الحكومة الفلسطينية، وزير الشؤون الاجتماعية في السلطة الفلسطينية صالح زيدان تجديد الدعم لسيادة لبنان والتنديد بالاعتداء على جيشه. وكان زيدان التقى السنيورة في السراي الكبيرة امس على رأس وفد، وقال إثر اللقاء:"أكدنا الموقف الفلسطيني الموحد المندد بالاعتداء على الجيش اللبناني"، واصفاً الاعتداء بالجريمة، ومؤكداً الحرص"على سيادة لبنان ووحدته واستقراره". وأضاف:"أكدنا ان الحل ينبغي ان يضمن للجيش اللبناني مكانته وللبنان استقراره والحرص على سيادته وأن يصون لمخيم نهر البارد أمنه ونسيجه الاجتماعي وفق القانون اللبناني". وتابع زيدان:"نحن بالتأكيد مع العمل السريع من أجل تثبيت التهدئة وعودة النازحين الى المخيم وهناك ضرورة لكي تستقيم العلاقات الأخوية اللبنانية - الفلسطينية على أسس سليمة وان نستفيد من الظروف والأحداث التي حصلت لفتح حوار فلسطيني ? لبناني ينظم العلاقات بين الشعبين بما يضمن مصالح الشعبين وخصوصاً دعم حق العودة للشعب الفلسطيني ورفض التوطين وإقرار الحقوق الانسانية وإزالة الإجحاف اللاحق بالفلسطينيين في لبنان وتنظيم مجمل العلاقات الفلسطينية - اللبنانية". وعقد السنيورة اجتماعاً موسعاً مع المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية العاملة في شؤون إغاثة النازحين الفلسطينيين، إضافة الى فريق من المستشارين الهندسيين والخبراء في الشؤون العقارية، الذين عرضوا المعلومات التي بدأوا جمعها وتنظيمها لوضع خطة إعمار مخيم نهر البارد من خلال الخرائط وحجم البناء عليها والأراضي الممسوحة". وأكد السنيورة انه قطع"شوطاً متقدماً في الجهود الكفيلة تأمين التمويل اللازم لهذه العملية مع الحكومات العربية والدول المانحة". وحرص على التأكيد"ان هذه الجهود تهدف الى طمأنة الفلسطينيين الى"أن خروجهم موقت وعودتهم مؤكدة والالتزام بإعمار ما تهدم محتم، وهذا الاهتمام لا يقتصر على الأقوال وإنما سيقرن بالأفعال. كذلك يهدف هذا التوجه الى تنفيس الأجواء المتشنجة نتيجة بعض الإشاعات التي ترمي الى ضرب العلاقات بين الشعبين الفلسطيني واللبناني والإساءة الى مفهوم العيش المشترك". وتخلل الاجتماع حوار مع جمعيات اجنبية، تهتم بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، وعرض الرئيس السنيورة الملابسات التي سادت اوضاع هذه المخيمات خلال الفترة السابقة، مشيراً الى"ان الغبن اللاحق بالفلسطينيين وليد سياسات تعمدت تحويل المخيمات الى بؤر امنية من خلال فوضى التسليح من جهة، وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المدنية والانسانية من جهة أخرى، ومنع الدولة من معالجة مسألة الأمن الذاتي والسلاح خارج المخيمات من جهة ثالثة، ما خلق موجة من التطرف تظهر في بعض الحركات التي تتوسل العنف، ومنها ما هو ارهابي كعصابة"فتح الاسلام"، وتضر بالاسلام والقضية الفلسطينية ولبنان". وأشار السنيورة الى"ان علاج هذه الملابسات لا يتم بين ليلة وضحاها، وانما يستوجب عملاً دؤوباً ودقيقاً بروية وهدوء، ليس فقط مع الجانب الفلسطيني، وانما أيضاً مع اللبنانيين لخلق مفاهيم جديدة للعلاقة بين الشعبين اللذين يعيشان على الأرض نفسها ولهما مصالح وآمال مشتركة وذلك الى حين عودتهم الى ديارهم". من جهة ثانية، تابع الرئيس السنيورة آخر التطورات في مخيم نهر البارد مع مسؤول منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور محمد عثمان، الذي ابلغه ان سيارات الإسعاف أخرجت أكثر من 250 نازحاً من داخل المخيم وأدخلت 11 شاحنة محملة بالخبز والماء والمواد الغذائية الى الفلسطينيين الذين لم يغادروا المخيم. واطلع الرئيس السنيورة من ممثلي المنظمات على اعمال الإغاثة، التي بدأت بالانتظام اكثر من الأيام الأولى لناحية وصولها الى مراكز النزوح. كما اطلع على الخطة الجديدة لمنظمة الاونروا والقاضية بمساعدة العائلات التي تستضيف النازحين، بناء على توصيات رئاسة مجلس الوزراء. ولهذه الغاية تسلمت المنظمة من الهيئة العليا للإغاثة أربعة آلاف حصة تموينية، تكفي الواحدة منها الحاجات الأساسية لمدة أسبوعين. واتصل السنيورة بنظيره المصري أحمد نظيف وعرض معه الأوضاع في لبنان. وأبدى نظيف دعمه لمواقف الحكومة اللبنانية والاجراءات التي تتخذها لمعالجة الوضع في مخيم نهر البارد.