فنان مرهف يتقن كل الشخصيات. تارة تجده في دور الطيب، وأخرى في دور الشرير. انه الفنان خالد زكي الذي عاصر أجيالاً مختلفة في الدراما المصرية، ويملك رصيداً جماهيرياً وفنياً كبيراً. جديده مسلسلان، الأول "ذكريات العام القادم" مع رغدة وأحمد راتب من تأليف محمود سالم واخراج اشرف سالم. والثاني"من اطلق الرصاص على هند علام" من بطولة نادية الجندي ودنيا سمير غانم ولقاء الخميسي وتأليف يسري الجندي واخراج خالد بهجت. عن العمل الأول يقول:"اجسد شخصية رضوان الكاشف العمدة المتعلم الذي يجمع بداخله الكثير من التناقضات. فهو يعتز برأيه ولا يقبل أن يناقشه أحد في قراراته ويؤمن بأن الشدة مع الآخرين هي أفضل طريقة للتعامل، وفي الوقت ذاته يخفي في داخله إنساناً طيباً، صاحب أحاسيس ومشاعر فياضة". اما العمل الثاني فمختلف تماماً عما سبق وقدم في الدراما، إذ يجسد شخصية الدكتور احسان، و"هو احد الاطباء الناجحين الذين دخلوا عالم البيزنس، ولديه مستشفى استثماري وفي الوقت ذاته هو صاحب علاقات مريبة مع شركاء له في الخارج، ما يجعله من حيتان دنيا الاعمال". ويبرر زكي المشاكل التي واجهت انتهاء هذا المسلسل قائلاً:"مسلسل"هند علام"عمل بانتاج ضخم. من هنا كنا امام خيارين اما ان ننتهي من تصويره بسرعة حتى نلحق بالعرض في رمضان الماضي بصرف النظر عن المستوى المتميز للعمل او ان يأخذ التصوير وقته ويخرج العمل في شكل جيد. اضف الى ذلك ان المسلسل يناقش قضية شائكة تثار للمرة الأولى في الدراما المصرية وتهم الشعب المصري والعربي وهي قتل العلماء العرب والمصريين في الخارج. وينفي ما تردد حول تأجيل المسلسل بسبب خلافات شخصية بين فريق العمل، ويقول:"لا صحة على الإطلاق لهذه الإشاعات، فالفنانة نادية الجندي تحترم كل من يعمل معها، ونحن نتعامل كأسرة واحدة داخل الاستوديو، لأن النتيجة في النهاية ستكون لمصلحة الجميع وليس لمصلحة فرد ما. ففي المقام الأول يأتي نجاح المسلسل ثم يأتي نجاح كل شخصية على حدة، ولا يمكن لأي نجم مهما كان حجمه ان ينجح في عمل دون المستوى، لأن الفنان هو جزء من منظومة العمل التي تضم زملاءه وفريق التصوير والاخراج". ويوضح أنه يفضل الأدوار المركبة،"لأنها تظهر قدرتي الحقيقية وتخرج ما بداخلي من طاقات". وحول كيفية تعاطيه مع الدور يقول:"في البداية أحرص على قراءة العمل كاملاً ثم أعيد القراءة مرة أخرى حتى أركز أكثر على الشخصية التي أحاول أن أصل الى مفاتيحها، سواء من ناحية الشكل الخارجي في طريقة ملابسه أو حديثه أو تصرفاته، أو من الداخل، إلى أن أصل لنوع من الانسجام بيني وبين الشخصية. كل هذا إضافة إلى عقد جلسات مع المؤلف، أناقش خلالها مجموعة تفاصيل إلى أن نبدأ التصوير، وهنا أصبح أداة طيعة في يد المخرج لأنه قائد العمل". ويوضح زكي أن قلة أعماله التلفزيونية تعود الى حرصه على اختيار الأعمال الجيدة، ويضيف:"أدقق كثيراً في اختيار أدواري، ولا أحب أن أكرر نفسي، إذ يكفيني أن أشارك في عمل واحد جيد على مستوى السيناريو والانتاج والاخراج، بدلاً من أن أشارك في عشرة أعمال دون المستوى تحسب ضدي".