حمّل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح الإسرائيليين مسؤولية التصعيد الاخير ورفض القول إن هناك خروقات من الجانبين، وقال ل"الحياة"إنه"عندما تحدث خروقات إسرائيلية للتهدئة فمن حقنا الرد عليها"، معتبراً أن"وصف الرد الفلسطيني على الخروقات الإسرائيلية بأنه خرق مماثل للتهدئة ظلم وإجحاف كبيران". وشدد على أنه"لا يمكن القبول بأي حال من الأحوال أن يصبح الدم الفلسطيني مستباحاً"، مشيراً في هذا الصدد إلى المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وأكد"أن الكرة دائما في الملعب الإسرائيلي"، محذراً من"أنه إذا استمر الإسرائيليون في خروقاتهم لا يمكننا أن نسكت على ذلك - كما يطلب البعض منا - بل سنرد وسنعاقبهم عليها بما نملكه من أدوات المقاومة مهما كان الثمن". وأضاف:"نحن كنا دائما الطرف الوحيد الأكثر التزاماً بالتهدئة لكن الإسرائيليين يحرصون على ألا تكون هناك تهدئة حقيقية في الساحة الفلسطينية". وكشف شلح ل"الحياة"أنه قام بزيارة إلى القاهرة في آذار مارس الماضي، وقال:"لقد أبلغنا اخواننا المصريين ان ليس لدينا مانع من الالتزام بالتهدئة لكن بشرطين: أولا: أن تكون تبادلية، ثانياً: أن تشمل كل الأراضي الفلسطينية"، مؤكداً ان"لا معنى أن تحدث تهدئة في قطاع غزة بينما الضفة الغربية مستباحة"، وشدد على أن"إخراج قطاع غزة من معادلة المواجهة مع العدو أمر مرفوض لأنه ليس في مصلحتنا بل ويساهم في زرع بذور الشقاق والفتنة في الشارع الفلسطيني". وأشاد شلح باتفاق مكة، وقال:"لقد حقق انجازا كبيرا تمثل في حقن الدماء بين حركتي فتح وحماس بعد أن وصل الخلاف بينهما إلى درجة خطيرة"، داعياً إلى مشاركة الجميع في أي ترتيبات فلسطينية يتم الاتفاق عليها. وأكد شلح:"أن سلاح الجهاد الإسلامي لم ولن يوجه إلا ضد الاحتلال الإسرائيلي ولم ولن يكون طرفاً في أي صدام داخلي"، مطالبا بعدم المساواة بين أسلحة الفصائل"المشروعة"والسلاح الموجود على خلفية الثأر الفصائلي أو العشائري كما هو الحال الآن، واصفاً قطاع غزة بأنه"أصبح غابة من البنادق كالتي كانوا يتحدثون عنها في الفاكهاني لبنان"، محذرا من عواقب وخيمة وخطيرة ينذر بها هذا الوضع، داعياً إلى استدراك هذا الأمر وعلاجه قبل أن ينفجر. ورأى شلح أن"الفلتان الأمني هو أكبر معضلة تواجه الشعب الفلسطيني حالياً"، محملاً السلطة المسؤولية الأولى عن هذا الفلتان"لأن الأجهزة الأمنية تخضع لها"، واتهم"بعض المجموعات المرتبطة ببعض القوى من دون أن يسميها بأنها هي التي أشاعت أجواء هذا الفلتان"، وحض الجميع على تحمل المسؤولية لمحاصرة هذه الظاهرة الخطرة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وتسيء له وتهدد أمنه ولقمة عيشه، وقال:"هناك جهات خارجية تعبث في الساحة الفلسطينية لمواجهة أطراف أخرى"، مشدداً على أن"الإسرائيليين والأميركيين معنيون باستمرار فرض الحصار على الشعب الفلسطيني بهدف تجويعه وإذلاله وإضعاف مقاومته". ودافع شلح عن دور أطراف عربية وإسلامية لم يسمها وقال:"من العيب الحديث عن الدور العربي والإسلامي في القضية الفلسطينية وكأنه تهمة ومقارنته وموازاته بما ترتكبه أميركا وإسرائيل في الساحة الفلسطينية"، مشدداً على أن القضية الفلسطينية ليست شأنا فلسطينيا خاصا بل هي قضية تهم العرب والمسلمين أجمعين. من جهة أخرى علمت"الحياة"من أوساط فلسطينية مطلعة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل الى غزة غداً السبت لإجراء حوار مع رئيس الحكومة اسماعيل هنية وكل رؤساء الأجهزة الامنية لبحث مسألة الاستقالة التي تقدم بها وزير الداخلية هاني القواسمي وسيحضر الاجتماع مدير الامن الداخلي رشيد ابو شباك الذي سيحضر الى غزة خصيصاً للقاء عباس لبحث هذه المسألة. يذكر أن ابو شباك كان في زيارة عمل في موسكو حيث التقى مسؤولين أمنيين.