قررت اسرائيل مواصلة عملياتها في قطاع غزة والضفة الغربية "بالوتيرة الحالية"، رافضة التفاوض على وقف لاطلاق النار، في وقت تواصلت الجهود والمساعي لتثبيت التهدئة الداخلية الفلسطينية والتوصل الى اتفاق على تهدئة مع الدولة العبرية. راجع ص 5 ومنحت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل الجيش"ما يحتاج من وقت"ليواصل عملياته في قطاع غزة والضفة الغربية"بالوتيرة الحالية"، رداً على تواصل سقوط قذائف"القسام"على جنوب إسرائيل. وأعلنت رسمياً رفضها إجراء مفاوضات مع"التنظيمات الإرهابية"لوقف النار. ولخصت الإذاعة قرار الحكومة بالقول إن عمليات الجيش ستتواصل وتشمل قصفاً جوياً وتوغلات برية"في المناطق المفتوحة وحتى المناطق السكنية". وكان ناشطان من"كتائب القسام"التابعة ل"حماس"قتلا فجر امس في غارة جوية اسرائيلية على مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وكتبت صحيفة"هآرتس"ان الحكومة ترفض الاقتراح الفلسطيني لوقف نار شامل ومتبادل، مشيرة الى أنها بانتظار اقتراحات أخرى،"لكن حتى يتم طرحها سيواصل الجيش عملياته". واضافت ان الجيش بدأ أخيراً بإنزال قوات من"الوحدات الخاصة"في مناطق مفتوحة في أعماق القطاع لتنفيذ عمليات، خصوصاً في مناطق إطلاق القذائف. كما ذكرت صحيفة"يديعوت أحرونوت"ان الجيش سيزود قريباً منظومة جديدة قادرة على تصفية ناشطين فور تشخيصهم بجهاز تحكم عن بعد. وجاء قرار مواصلة التصعيد في وقت اكدت الحكومة الاسرائيلية ان رئيسها ايهود اولمرت سيلتقي الرئيس محمود عباس الاسبوع المقبل"على الارجح في أريحا في الضفة، وسيكون هذا أول اجتماع بين رئيس فلسطيني ورئيس وزراء اسرائيلي في المناطق الخاضعة للحكم الذاتي". ورغم ان مكتب اولمرت حدد جدول اعمال اللقاء بأنه سيبحث في الخطوط العامة لمستقبل الدولة الفلسطينية، ولن يتطرق لقضايا الوضع النهائي مثل القدس واللاجئين والحدود، الا ان عباس يأمل في التوصل الى وقف جديد لاطلاق النار يشمل وقفا لاطلاق الصواريخ على اسرائيل في مقابل وقف عملياتها في غزة، علما ان"حماس"تصر على ان يشمل وقف النار الضفة، وهو امر يرفضه أولمرت. وكان ملف التهدئة مع اسرائيل حاضرا في اكثر من لقاء، اذ بُحث خلال اللقاء الذي جمع بين عباس ورئيس وزرائه اسماعيل هنية في غزة امس، وكان يفترض ان يُبحث فيه خلال اجتماع هنية مع الوفد الامني المصري برئاسة اللواء برهان حماد في غزة امس. واستبق هنية الاجتماع الاخير بالاعلان ان الكرة في الملعب الاسرائيلي، متمسكاً بتهدئة متبادلة ومتزامنة وشاملة. وعلى الصعيد الداخلي، قال هنية انه بحث مع عباس مسألة"تنفيذ الخطة الامنية"، وقال:"اعتقد بانني سأكون بصدد بعض القرارات المتعلقة ببعض المستويات والقيادات الامنية في الساحة الفلسطينية خلال الساعات المقبلة". بموازاة ذلك، بدأ وفد"حماس"الى القاهرة برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق مساء امس محادثات مع المسؤولين المصريين. وقال أبو مرزوق ان الاجتماعات ستناقش"الأوضاع الداخلية، وعلى رأسها الاقتتال الداخلي، والشراكة السياسية مع فتح، والتهدئة مع الجانب الإسرائيلي، وقضية الجندي الإسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت". وحض على"معالجة الاقتتال الفلسطيني من خلال توحيد الأجهزة الأمنية تحت مظلة وزير الداخلية. وكان مقررا ان يطرح الوضع الفلسطيني على اجتماع اللجنة الرباعية الدولية مساء امس في برلين. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن"تفاؤل حذر"إزاء آفاق عملية السلام، وقال قبل اجتماعه في برلين مع المستشارة آنغيلا مركل إن المعلومات المتوافرة"تعطيني سببا لكي أكون متفائلا بحذر".