أعلن مسؤولون أفغان أمس، أن الملا محمد عمر زعيم حركة "طالبان" دعا إلى تشكيل هيئة مستقلة تتولى التحقيق وكشف المتورطين بقتل مدنيين، وذلك في وقت طالبت الأممالمتحدة كل الجماعات المتورطة في الصراع بضمان حماية المدنيين العزل. وشدد الملا عمر، في بيان نشر على موقع للمتشددين على الانترنت، على أنه يجب أن تضم الهيئة المقترحة ممثلين عن كل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصحافيين مستقلين وعلماء دين وأفغانيين يحظون بثقة. وأكد عمر أن الحلف الأطلسي الناتو وحركة"طالبان"يجب أن يضمنوا سلامة اعضاء هيئة التحقيق. جاء ذلك غداة دعوة ريتشارد بينيت، كبير مسؤولي الاممالمتحدة عن حقوق الانسان، كل الأطراف المتورطة في الصراع الدائر في أفغانستان إلى تجنب إسقاط ضحايا مدنيين خلال عملياتهم العسكرية، كما طالب القوات الأفغانية والدولية بوضع خطة لتنسيق جهودها لضمان حماية المدنيين. وتفيد تقارير لجماعات حقوقية بأن ربع القتلى الذين سقطوا العام الماضي والبالغ عددهم 4 آلاف كانوا مدنيين. ميدانياً، قتل جندي بريطاني في ولاية هلمند جنوب، ما رفع الى 57 عدد العسكريين البريطانيين الذين قتلوا في افغانستان منذ تشرين الثاني نوفمبر 2001. وينتشر 6 آلاف بريطاني في افغانستان معظمهم في الولاياتالجنوبية. وسيصل عددهم الى 7700 خلال السنة الحالية. على صعيد آخر، أفاد استطلاع للرأي اعده معهد ابحاث في اوتاوا في نيسان ابريل الماضي ان نصف الرجال في جنوبافغانستان يرون ان متمردي"طالبان"سينتصرون على القوات الأجنبية. وكشف الاستطلاع الذي شمل 17 الف شخص ان اكثر من 80 في المئة من المستفتين أكدوا انهم يعيشون في فقر مدقع، ويجدون صعوبة في إعالة أسرهم. وقالت نورين ماكدونالد مؤسسة معهد البحوث الدولي ان طالبان"تروج ببراعة"في صفوف الشباب بان الحلف الاطلسي لا يكترث الا لسير الحرب ولا يأبه لمصيرهم، مؤكدة ان الافغان يعيشون حالياً في ظروف"اسوأ من تلك التي سادت في ظل نظام طالبان". وأوضحت ان جنوبافغانستان يواجه ازمة غذائية خطرة تدفع بالسكان الى تأييد عودة"طالبان"الى الحكم. وخلصت الى ان ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في المواجهات بين الحلف الأطلسي و"طالبان"يغذي مع البرنامج الاميركي للقضاء على انتاج الافيون نقمة القرويين على التحالف الدولي،"ما ينسف الجهود العسكرية للحلف الاطلسي في افغانستان.