على رغم أن الفنانة هيفاء وهبي تؤكد دائماً وأبداً أن "بوس الواوا" موجهة إلى "أحباب الله"، إلا أن "الأحباب" في مصر منذ أطلت عليهم فاتنة الفيديو كليب ب"واوتها"لم"يبوسوا الواوا"معها ولم يهتموا بأن"الواوا"في هذه الحالة معرضة لعدم التماثل للشفاء. كذلك ضرب الصغار عرض الحائط ب"واوة"دومينيك حوراني التي فشلت في جذب الصغار صوتاً وصورة على رغم كل المغريات التي تتضمنها. وما إن أبدى بعض الصغار اهتماماًً بمتابعة هيفاء وهي"تبوس الواوا"، أو دومينيك وهي تتوجع من لسعتها، أو مروة، صاحبة ملحمة"إنت ما بتعرفش"، التي تقربت من الأطفال بأغنية"يختي جماله"، بادر الآباء والأمهات إلى وأد احتمالات الاهتمام، ولو تطلب ذلك"تشفير"الفضائية التي تبث تلك الأغاني. كذلك فعل هيثم وسارة، وهما زوجان شابان، حين فوجئا بابنهما 11 سنة وبنتهما 9 سنوات، يرددان"الواوات"اللعوب، وترجماتها تلفزيونياً. لكنّ المصادر الموسيقية"المُعتبرة"للطفلين لم تتوقف عند الشاشة الصغيرة. فقد اكتشف الوالدان لاحقاً، أن سائق باص المدرسة يستمع إلى شرائط الأغاني الجديدة، ولائحته تطول: نانسي، دوللي شاهين، سعد الصغير، وأن زملاءهما يُحضِرون معهم أغنياتهم المفضلة ليطربوا بها في طريقهم"السعيد"إلى المدرسة. ثم لاحظ الوالدان أن معظم حفلات أعياد الميلاد التي يدعى إليها ابنهما وبنتهما تعتمد على وجود"دي دجاي"مشغّل أسطوانات، يمزج الأغاني الشرقية والغربية، بريتني سبيرز وعمرو دياب، دانا ومساري، جنيفر لوبيز ودونْ عُمر... وجنّ جنون الأب عندما طالبه ابنه بمبلغ 750 جنيهاً مصرياً لحضور حفلة شاكيرا، فاكتشف أن"صغيره"من عشاق المطربة الكولومبية، ويعرف أغنياتها عن ظهر قلب، بعدما تسللت إلى كومبيوتره في البيت. حاول هيثم الوالد أن يقيم توازناً بين ما يستمع إليه الأبناء وما ينبغي أن يستمعوا إليه. فاصطحب طفليه إلى محل لبيع التسجيلات الموسيقية ووعدهما بشراء شريط لكل منهما من ركن أغاني الأطفال وطلب منهما أن يختارا. حدق الطفلان في الشرائط المصفوفة بنوع من التقزز، وبعد نحو دقيقتين انسل كل منهما إلى ركن آخر من أركان المحل، الصبي إلى ركن شاكيرا، والبنت إلى الأغاني العربية الحديثة. استسلم الأب واشترى ما اختاره الابن والابنة، وأضاف إلى الفاتورة شريط"أغاني الأطفال الذهبية". ركب السيارة وشغّل الشريط فانطلق منه الراحل محمد فوزي يغني"ماما زمانها جاية"، وبعده عفاف راضي ب"سوسة"ثم الراحل عبد المنعم مدبولي ب"توت توت"... وهنا طلب الابن من والده أن يستمع إلى هذا الشريط"السخيف"في البيت. أما الطفلة فقد شغلت نفسها بمحاولة قراءة كلمات أغنية دياب"الله لا يحرمني منك"المطبوعة ضمن الاسطوانة. وعلى رغم أن هيثم سلّم بأن اغاني الأطفال القديمة التي تربى عليها لن تستهوي طفليه بعد فشل المحاولة، قررت زوجته أن تبحث عن الجديد في عالم اغاني الأطفال علها تجد ما يناسبهما بمقاييس الألفية الثالثة، فهالها ما وجدت: أغاني لمناسبات سياسية، ومهرجانات وذكرى انتصار... وأخرى سطحية ومبتذلة يغنّيها أطفال، ولكنّها ليست لأقرانهم: بدءاً ب"بابا أوبح"وانتهاءً ب"بابا فين"... ولم يبقَ أمامها سوى"قول ألوه والنبي ما تقولش نو"و"الجِلْ أهو اشتكى من شعري، وشعري أهو اشتكى من جِلّي"... علق الوالدان هيثم وسارة في فراغ دائرة الاختيار المغلقة، وانصرف ابنهما وابنتهما إلى ما يجدانه"كووووول"!