اعتبر وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفين أن قوات بلاده المنتشرة في الصومال لمساعدة الحكومة الانتقالية في مواجهة الميليشيات الإسلامية والعشائرية تشكل"جيش تحرير"للشعب الصومالي. وقال بعد محادثات مع المسؤولين في مقديشو أمس، إنه تحدث"مطولاً مع قادة المجتمع المدني وطلبوا منا أن لا نتخلى عنهم في منتصف الطريق، وإلا ستكون التضحيات التي قدمها الاثيوبيون والصوماليون بلا جدوى". وأضاف في مقابلة مع"فرانس برس":"لم نفرض أنفسنا على الشعب الصومالي وهو يرى في جيشنا جيش تحرير وليس جيش احتلال... لن نرحل إلا بعد أن نتأكد أن ما أنجزه الشعبان الصومالي والإثيوبي لا رجعة عنه، وهذا أمر من الصعب جداً تحديده بجدول زمني". وكان مسفين افتتح سفارة بلاده في مقديشو أول من أمس، بعدما ساعد الجيش الإثيوبي الحكومة الصومالية مطلع العام على إطاحة"المحاكم الإسلامية"التي كانت تسيطر على معظم مناطق جنوب البلاد. وقال الوزير الإثيوبي خلال افتتاح السفارة إن"حضوري يرمز إلى السلام في الصومال. مقديشو تحولت من مكان تعمه الفوضى إلى مدينة يعمها السلام حيث يمكن للمجتمع الدولي أن يفتتح سفارات". وإثيوبيا هي رابع دولة تفتتح سفارة لها في مقديشو بعدما سبقها إلى ذلك السودان واليمن وليبيا. وتسود مشاعر معادية للإثيوبيين في مقديشو، خصوصاً منذ المعارك التي جرت في الشهرين الماضيين بين الجنود الإثيوبيين والصوماليين من جهة، والميليشيات الإسلامية والعشائرية من جهة أخرى، وأدت إلى سقوط آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، ونزوح عشرات الآلاف. في المقابل، يؤكد المسؤولون في الحكومة الصومالية الانتقالية أن إثيوبيا هي حليفتهم الرئيسية. وقال رئيس الوزراء علي محمد جيدي إن"شعب وحكومة إثيوبيا قدما دماءهما للشعب الصومالي. إنها تضحية كبرى ونحن نشكرهم عليها". وتعبيراً عن امتنانها لإثيوبيا، قدمت الحكومة الانتقالية فيلا كبيرة قرب القصر الرئاسي إلى أديس أبابا التي جعلتها سفارة لها في مقديشو. ورأى مسفين أن"حكومة سيئة أفضل من غياب الحكومة. هذا ما قاله لي القادة والوجهاء الذين التقيتهم"، لكنه شدد على أهمية تنظيم مؤتمر وطني للمصالحة في أقرب وقت ممكن. وتوقع أن يعقد في 14 حزيران يونيو المقبل بمشاركة نحو ثلاثة آلاف مندوب ويستمر شهرين. وعقد في مبنى السفارة الجديد في جنوب مقديشو قرب المقر الرئاسي اجتماع بين الوزير الإثيوبي وأكثر من ستين زعيماً قبلياً ودينياً وسياسياً استمر أكثر من ساعتين. في غضون ذلك، عُثر على جثتي رجلين أطلق عليهما الرصاص في شمال مقديشو أمس، بعد انفجارين واشتباك طويل بالأسلحة النارية انهوا الهدوء النسبي في العاصمة الصومالية. وقال شهود إن أحد الانفجارين نفذه متمردون ألقوا متفجرات على مركز للشرطة في المنطقة، فيما وقع الانفجار الثاني قرب معسكر للجيش الإثيوبي، قبل أن تندلع الاشتباكات من دون أن تتضح أطرافها. إلى ذلك، شهدت منطقة أوغادين التي تسكنها غالبية صومالية في إثيوبيا انفجاراً أدى إلى مقتل 11 شخصاً على الأقل. واتهمت الحكومة الإثيوبية"الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين"، وهي جماعة متمردة تسعى إلى إعادة ضم الإقليم إلى الصومال. لكن ناطقاً باسم الجبهة نفى تورطها.