قال قائد الشرطة في"بونتلاند"في شمال الصومال ان القوات الموالية للحكومة الانتقالية مستعدة لصد اي هجوم يشنه الإسلاميون. ويأتي تصريحه في وقت قال مقاتلون من المحاكم الإسلامية انهم يتقدمون صوب غلكاعيو، وهي بلدة يسيطر عليها حلفاء الحكومة، على متن ما يُطلق عليه الصوماليون إسم"تكنيكالز"، وهي شاحنات مزودة رشاشات وقاذفات. وتقع غلكاعيو في إقليم"بونتلاند"المتمتع بحكم شبه ذاتي وبسلام نسبي. ويتحدر الرئيس الانتقالي عبدالله يوسف من"بونتلاند". وقال قائد شرطة الإقليم يوسف أحمد خير ل"رويترز"هاتفياً من غلكاعيو:"إننا إدارة مستقرة". واضاف:"ليست هناك أزمة هنا ولذلك سندافع عن أجوائنا السلمية". وتبعد غلكاعيو 750 كلم إلى الشمال من العاصمة مقديشو التي سيطر عليها الإسلاميون في حزيران يونيو الماضي مع مناطق واسعة أخرى من جنوبالصومال. وأبلغت أثيوبيا ديبلوماسيين انها ستهاجم الإسلاميين إذا عبروا منطقة عازلة على حدودها مع الصومال، وهي حدود تصل إلى الجنوب من غلكاعيو. وقال زعيم الإسلاميين الشيخ حسن ضاهر عويس أمس إن قواته ملتزمة السيطرة على المدينة. وأضاف عويس لإذاعة محلية في مقديشو:"لا مفر من وصولنا إلى هناك لأن الناس قبلت بنا". وأفيد أن عناصر ميليشيات وصلوا إلى المنطقة في الأيام الماضية على متن أكثر من 50"تكنيكالز". وقال أحد المواطنين ان"المنطقة كلها بالغة التوتر ... هناك إحساس بأن القتال قد يندلع الآن في أي لحظة". ويعارض الإسلاميون الحكومة الانتقالية ومقرها بيداوة، شمال غربي مقديشو، ويهددون سلطتها المحدودة أصلاً. ومن المقرر أن يشارك الطرفان في محادثات سلام في الخرطوم الأسبوع المقبل، ولكن ليس واضحاً مستوى الوفود التي سيرسلها أي منهما ولا مدى قدرتهم على الوصول إلى اتفاق ملزم. وبعد صلاة الجمعة تجمع آلاف الأشخاص في مقديشو وساروا في تظاهرة صاخبة منددة بالهجمات الإسرائيلية على لبنان وتدخل اثيوبيا في الشؤون الصومالية. واثيوبيا حليفة مهمة للحكومة الانتقالية في بيداوة. اثيوبيا تقول انها قتلت 13 متمردا عبروا الحدود من الصومال وفي أديس أبابا، قالت اثيوبيا أمس ان جيشها قتل 13 متمرداً واعتقل قادة آخرين لحركة انفصالية شرقية بعد عبورهم الحدود من الصومال. وفي شكل منفصل أعلنت كينيا اعتقال 45 عضواً في جماعة اثيوبية متمردة أخرى تعمل في الجنوب، في حين نُقل عن جنرال اثيوبي فر الى اريتريا قوله انه يخطط لحمل السلاح ضد رئيس الوزراء الاثيوبي ميلس زيناوي. وقال مسؤول اقليمي إن الاعضاء المعتقلين في"الجبهة الوطنية لتحرير اوغادين"وهي حركة من المتحدرين من أصل صومالي الذين يقاتلون من أجل الاستقلال، اعترفوا بأن اريتريا والإسلاميين الصوماليين سلّحوهم ودرّبوهم. وقال عبده أحمد آراب، نائب رئيس الأمن والعدالة للمنطقة الصومالية في اثيوبيا أوغادين:"لقد أُرسلوا الى اثيوبيا لزعزعة الأمن. قتلت القوات المسلحة 13 وأسرت كثيرين آخرين من كبار المسؤولين في جبهة تحرير اوغادين في عملية شنت للقضاء على الجماعات المتمردة التي تعبر الحدود الى البلاد من الصومال المجاور". ولم يعط أرقاماً في شأن القتلى والجرحى المحتملين في صفوف الاثيوبيين خلال الاشتباك الذي وقع الأربعاء في المنطقة النائية والجرداء. وتنفي اريتريا، عدو أديس أبابا منذ فترة طويلة، انها تدعم الجماعات المتمردة في اثيوبيا وتقول ان اتهامها حجة لقيام حكومة ميلس بقمع داخلي. ونفى الإسلاميون الصوماليون الذين برزوا بعد استيلائهم على مقديشو وبلدات جنوبية أخرى من بينها بلدة قرب الحدود الاثيوبية، دعم المتمردين الاثيوبيين. وفي شمال كينيا قالت السلطات انها ضبطت ما لا يقل عن 45 من أعضاء أو مناصري جماعة اثيوبية صغيرة أخرى هي"جبهة تحرير أورومو"التي تعمل على الحدود. ونُقل عن جنرال اثيوبي منشق فر قبل ايام إلى اريتريا المجاورة مع عشرات الجنود قوله انه سينضم الى"جبهة تحرير اورومو"للقتال من أجل حقوق شعب اورومو. وأبلغ البريغادير جنرال كيمال جيلتشو هيئة الاذاعة البريطانية من أسمرا في شرح لهروبه، إن"أملنا الأول هو إحداث تغيير في اثيوبيا لتحقيق السلام وكي يعيش الشعب في مساواة بما في ذلك شعب اورومو. ولكن تجربة العام الماضي هي الحرب وليس السلام. وأملنا تبدد وهذا هو سبب خروجنا"، مشيراً الى اتهامات بالقمع الداخلي والقتل في اثيوبيا. وقال:"اللغة التي تفهمها الحكومة الاثيوبية هي القوة وسنواجهها بالقوة".