كرّر رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط دعمه الجيش اللبناني "في معركته الوجودية"، محذراً من"أن يكون الخطاب المساوي بين الإرهابي والعسكري اللبناني مقدمة لضرب صورة المؤسسة العسكرية ومعنوياتها تمهيداً لتقليص فاعليتها في مواقع أخرى من لبنان"، ومعتبراً أن"الازدواجية في الخطاب صارت معروفة وهي لا تنفع في هذه المرحلة الحساسة". ورأى جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة"الأنباء"الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر اليوم، أن"النظام السوري وحلفاءه في لبنان يبتدعون أساليب جديدة لتعطيل الواقع اللبناني وتخريبه بكل مضامينه، بما فيها المحكمة الدولية إذ تم استيلاد ظاهرة"فتح الإسلام"التي تشير المعلومات، بما لا يقبل الشك، إلى أنها منتج سوري بامتياز وقد ترعرع أعضاؤها في السجون السورية وعلى أيدي استخباراتها الأمنية من خلال السنوات القليلة الماضية بهدف استخدامها لحالات الحشر السياسي كالحال الآن مع وصول المحكمة إلى مشارف الإقرار في مجلس الأمن". وقال جنبلاط:"إن التذاكي باستخدام هذه المسألة عبر ربط هذه المجموعة السورية الإرهابية بتنظيم"القاعدة"في محاولة لتحويل الصراع القائم حالياً عن مجراه الطبيعي محاولة لن يكتب لها النجاح"، مؤكداً أن"التنبه اللبناني والفلسطيني على حد سواء الى هذه الظاهرة هو في حده الأعلى والأقصى". وأضاف:"كان حرياً ببعض القوى، عوض الاندفاع لحماية هذه العصابة تحت شعار مستعار هو حماية المخيم، أن تعزز حال الإجماع الوطني حول الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية في هذه المعركة التي لا تتطلب تأويلاً وتفسيرات. كما أن اندفاع هذه القوى لتأمين الغطاء لهذه المجموعة عوض تأمينه للجيش والقوى الشرعية يثبت الشكوك حول أهداف هذه العصابة وانتماءاتها، أي وقوعها في الخط السوري الصرف الذي تنتمي إليه هذه الأحزاب المدافعة ذاتها". ولفت جنبلاط إلى أن"ليس هناك من بديل من تسليم المعتدين على الجيش اللبناني"، مؤكداً أن"هذا ليس موضع مساومة على الإطلاق"، ومعلناً أن"الخط الأحمر الوحيد الذي نقبل به هو تسليم القتلة وكل الخيارات مفتوحة أمام الجيش لتحقيق هذا الهدف". وردّ جنبلاط على الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله من دون أن يسميه، وقال:"لا قيمة فعلية لأي خطوط حمر أخرى، لأنها تسقط عند شهادة العسكريين اللبنانيين الذين قتلتهم هذه العصابة السورية المسلحة والارهابية"، سائلاً:"أليست هذه الأحزاب المعترضة اليوم تقول انها تعرف معنى الشهادة؟ الا يستحق شهداء الجيش اللبناني تسليم القتلة وإحالتهم الى القضاء؟ هل رأيتم أي حكومة في العالم تفاوض مجموعة إرهابية؟ وهل تقبل الحكومات والأنظمة التي تتحالفون معها القيام بذلك على أراضيها؟". ورأى الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل أنه ليس كافياً ان يجمع اللبنانيون ومعهم القيادات الفلسطينية في لبنان على إدانة ما حصل في الشمال وتجريمه، بل من الضروري ان يترافق كل ذلك مع ما يحول هذا التنصل من الجريمة والاستنكار إلى خطوات عملية، تحصن الجهود المبذولة لمواجهة الأخطار المحدقة بالبلاد والعباد قبل فوات الأوان، ومن اجل مواجهة الاستحقاقات الدستورية الداهمة وتلك الدولية المتصلة بإنشاء المحكمة وتطبيق القرارات الدولية. ولفت الجميل بعد ترؤسه اجتماعاً لحزب الكتائب أمس، إلى أنه"لا يمكن فصل أحداث الشمال عن المسلسل الإجرامي الذي يستهدف لبنان منذ فترة طويلة"، مشيداً بدور الجيش اللبناني. وقال:"هذا يقتضي منا، أكثرية ومعارضة الإقرار بأن ما نناقشه اليوم من قضايا بات هامشياً، وعلينا وضعه جانباً وصب الجهود لتجاوز القطوع بإرادة واحدة تنتج تصوراً مشتركاً وبرنامج عمل إنقاذياً قابلاً للتنفيذ، بالحد الأدنى من التضامن الداخلي الذي يدفعنا إلى تدارك التوجه السريع بالبلاد نحو الهاوية وحالات الشرذمة والتفتت، حتى اذا ما تجاوزناها نعود بعدها الى البحث بكل ما هو عالق من القضايا والملفات الداخلية التي يمكنها ان تنتظر حتى جلاء الغيمة السوداء عن سماء لبنان". وأعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع أن"طرح البعض اعتبار مخيم نهر البارد خطاً احمر هو محاولة لتأليب الفلسطينيين على السلطة اللبنانية"، نافياً ان يكون المطروح طيلة فترة الأزمة هو اقتحام المخيم، مشدداً على أن"الاخوة الفلسطينيين لا علاقة لهم بپ"فتح الإسلام"ولا بالأحداث التي حصلت". وجدد جعجع في لقاء إعلامي التأكيد أن"فتح الإسلام هي منظمة إرهابية وإجرامية موجودة داخل المخيم ومن حق الجيش ملاحقة عناصرها". ورأى جعجع ان"مسألة تشكيل لجنة تحقيق قبل الانتهاء من أزمة"فتح الإسلام"تصب في خانة التشكيك بكل ما صدر عن الجيش وقوى الأمن الداخلي والحكومة، كما انه محاولة لرفع الضغط عن"فتح الإسلام"وإخراجها من المأزق التي هي فيه لأن إنشاء هذه اللجنة يأتي عادةً بعد انتهاء الأزمة"، منتقداً"استمرار طرح هذا الموضوع من الأحزاب والجماعات المحسوبة على سورية"معتبراً انه طرح غير مسؤول حتى لا نقول خيانة". ولفت النائب بطرس حرب إلى أن هناك"مبادرات موجودة في الفكر هي قيد التداول. ولست ادري إذا كانت الظروف ستسمح بان تتحقق إحدى هذه المبادرات الإنقاذية". وقال حرب بعد زيارته رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الحكومية أمس:"سنتعاون مع كل الأطراف المخلصين في عملية إطلاق حوار لعلنا نفوت الفرصة على أعداء لبنان بضرب الوحدة الوطنية وتحويل لبنان إلى مكان ننقل إليه الصراعات". وأشار إلى أن"موقف الحكومة اللبنانية هو إنهاء هذه القضية بالوسائل الممكنة من دون المساومة على المبادئ وعلى سيادة وهيبة الدولة وعلى الجيش اللبناني".