افتتحت إثيوبيا سفارة في مقديشو أمس، في أحدث علامة على توطد العلاقات بين أديس أبابا وحلفائها في الحكومة الصومالية الانتقالية التي تواجه تمرداً تقوده ميليشيات إسلامية وعشائرية. وافتتح وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفين السفارة قرب القصر الرئاسي في اليوم الثالث من زيارته لمقديشو. ورفع مع رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي علم إثيوبيا خلال مراسم الافتتاح، في حضور الرئيس عبدالله يوسف، فيما انتشر القناصة على أسطح المباني القريبة لتأمين المراسم. وقال مسفين:"سلامنا واستقرارنا كانا عرضة للخطر من قبل حفنة من المتطرفين الذين يقولون إنهم مجاهدون، ما يتنافى مع تعاليم الإسلام الذي يتسم بالسلام والتسامح وقبول الآخر". وأضاف أن"حضوري يرمز إلى السلام في الصومال. مقديشو تحولت من مكان تعمه الفوضى إلى مدينة يعمها السلام حيث يمكن للمجتمع الدولي أن يفتتح سفارات". ودعا الأسرة الدولية إلى"إرسال بعثات ديبلوماسية لتشجيع عودة السلام". وطلب زعماء القبائل الصومالية من الوزير الإثيوبي مساعدتهم على إعادة الأمن والسلام إلى الصومال بسرعة. وعقد في مبنى السفارة الجديد في جنوب مقديشو قرب المقر الرئاسي اجتماع بين الوزير الإثيوبي وأكثر من ستين زعيماً قبلياً ودينياً وسياسياً استمر أكثر من ساعتين. ودعا مسفين المسؤولين الصوماليين إلى تنظيم مؤتمر المصالحة الوطنية في أسرع وقت ممكن. وساعد الجيش الإثيوبي قوات يوسف على إطاحة"المحاكم الاسلامية"من جنوبالصومال في حرب سريعة نهاية العام الماضي، ليمهد الطريق أمام الحكومة للعودة إلى العاصمة التي لم تدخلها منذ تشكلت في عام 2004. وتتهم أديس أبابا وواشنطن زعماء الإسلاميين بالارتباط بتنظيم"القاعدة". وأعرب جيدي عن أمله في"أن يقوم جيراننا والدول الأخرى بالأمر ذاته ويفتحوا سفارات لهم في الصومال... شعب إثيوبيا وحكومته قدما أكبر تضحية بالدماء لضمان السلام في الصومال". وسفارة إثيوبيا ليست الأولى التي تبدأ العمل منذ تولت الحكومة السيطرة على المدينة نهاية العام الماضي، إذ سبق أن فتح السودان وليبيا سفارتيهما هناك. ونفذت مجموعة من المقاتلين الإسلاميين هجمات ضد القوات الصومالية والإثيوبية على غرار تلك التي تنفذ في العراق. ووقع أحدث هذه الهجمات أول من أمس عندما فجر مهاجمون لغماً فيما كان يمر موكب نائب رئيس بلدية مقديشو، ما أدى إلى مقتل صبي. وأثار دعم إثيوبيا للحكومة الأحقاد القديمة بين الصوماليين الذين طالما اعتبروا إثيوبيا قوة استعمارية مسيحية.