سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سحب جثة الرجل الثاني في التنظيم والجيش اللبناني "لن يتهاون"... وتفجير في عاليه وكوشنير في بيروت اليوم . ترجيح الحسم العسكري مع "فتح الاسلام" بعد رفضه الاستسلام ... والنزوح الكبير
تتجه الأمور نحو الحسم العسكري ضد مقاتلي تنظيم"فتح الاسلام"في مخيم نهر البارد شمال لبنان، إلا اذا استسلم هؤلاء للجيش اللبناني، كما قال نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر أمس، في حديث الى"قناة العربية"الفضائية. وإذ رجّح النزوح الكبير لنحو 18 ألفاً من سكان المخيم المدنيين، بين أول من أمس وأمس، خيار الحسم العسكري جراء الاشتباكات التي اندلعت الأحد الماضي بين الجيش وعناصر"فتح الاسلام"والتشدد مع عناصر التنظيم الحديث العهد على الساحة اللبنانية، فإن الهدنة التي تم التوصل اليها الثلثاء صمدت أمس أيضاً، حيث استمرت قوافل النازحين في الانتقال من نهر البارد الى مخيم البداوي الشمالي والى مدينة طرابلس وبلدة المنية القريبة بعدما عانوا الأمرّين من استمرار المعارك لأكثر من يومين ونصف يوم. لكن التفجيرات عادت الى المناطق اللبنانية، مستهدفة هذه المرة شارعا ضيقا متفرعا من سوق مدينة عاليه، مسببا بسقوط 3 جرحى نقلوا الى المستشفيات وباضرار مادية كبيرة، بحسب المعلومات الاولية. وفيما أفادت معلومات أن بعض المقاتلين التابعين ل"فتح الاسلام"من اللبنانيين استطاع مغادرة المخيم، على رغم بعض الخروق الطفيفة، قتل الجيش اثنين من المقاتلين عندما لم يمتثلا الى ندائه للاستسلام، وهما يحاولان الهرب مع النازحين، وأغرق زورقين مطاطيين تردد أن حوالى 12 مقاتلاً من"فتح الاسلام"كانوا يستقلونهما من على الشاطئ القريب للمخيم، للهرب الى منطقة أخرى. وافادت"الوكالة الوطنية للاعلام"الرسمية أن الدفاع المدني سحب جثة الرجل الثاني في"فتح الاسلام"المدعو أبو مدين. وتردد ان عدد قتلى الجماعة وجرحاها ناهز الخمسين ومع اتساع الاهتمام الخارجي بالوضع اللبناني نتيجة معارك مخيم نهر البارد، حيث يزور وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بيروت اليوم، موفداً من الرئيس نيكولا ساركوزي للتضامن مع الحكومة اللبنانية والجيش، قال الناطق باسم"فتح الاسلام"أبو سليم طه لوكالة"فرانس برس"أمس:"سنقاتل حتى آخر قطرة دم ولن نستسلم". أما أمين سر حركة"فتح"في لبنان العميد سلطان أبو العينين الذي يتواجد في مخيم البداوي فلم يستبعد ان تقوم"فتح"بالقضاء عسكرياً على"فتح الاسلام"التي اعتبر أنها"بدأت تلفظ أنفاسها". وكان أبو العينين حذر أول من أمس من استمرار قصف الجيش المخيم لأنه يؤذي المدنيين، لكنه عاد فقال أمس بعد اخراج عدد كبير من أهالي المخيم:"يجب قطع هذه البؤرة الفلسطينية بيدنا وكل شيء وارد حتى عسكرياً". الا ان مصادر فلسطينية قالت ل"الحياة"انه يجب عدم الاستخفاف بالقدرة القتالية لعناصر"فتح الاسلام"على رغم الخسائر التي تعرضوا لها، مشيرة الى ان الجيش ليس في وارد القبول بالتنسيق مع التنظيمات الفلسطينية التي أبدت استعداداً للمساهمة في اخراج مقاتلي ذلك التنظيم من المخيم. وأوضحت المصادر ان عدد مقاتليهم قبل بدء الاشتباكات كان 250-300 وربما يكون انخفض الى حوالى 150، الا اذا شارك بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى مثل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"في القتال معهم. وكان الجيش اللبناني أصدر بياناً أمس اعتبر فيه ان رده السريع على"يد الغدر الآثمة التي استهدفت مركز الجيش في الشمال لزعزعة الاستقرار والنيل من هيبة الدولة"، أحبط"مخططات هؤلاء الارهابيين البعيدين عن القيم الدينية والأخلاقية والذين أساؤوا الى القضية الفلسطينية". واستمر التنسيق بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت والسلطات اللبنانية لمعالجة أوضاع النازحين، فزار ممثل المنظمة في لبنان عباس زكي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي شدد على الفصل بين الشعب الفلسطيني المقيم في لبنان وبين"المنظمة الارهابية فتح الاسلام التي اعتدت على الجيش اللبناني". أما زكي الذي زار ايضاً البطريرك الماروني نصرالله صفير فأكد وقوف كل الفصائل الفلسطينية مع الجيش. وتجدد انعكاس الانقسام حيال معالجة ظاهرة"فتح الاسلام"بين المعارضة والأكثرية، في اليوم الرابع للاشتباكات. وزار زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري ورئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط يرافقهما وفد كبير من قوى 14 آذار الوزير المر وقائد الجيش العماد ميشال سليمان للتعزية بشهداء الجيش الذين بلغ عددهم زهاء 31 عسكرياً 29 منهم قتلوا غدراً. وقال الحريري ان الجيش والقوى العسكرية"لن يسمحوا لهذه المجموعة بأن تبقى ويجب نبذها والتخلص منها". واتهم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع سورية بالوقوف وراء ظاهرة"فتح الاسلام". الا ان كتلة نواب"حزب الله"اصدرت بياناً تضامنت فيه مع الجيش، لكنها اعتبرت ان سياسة الفريق الحاكم تهدد الأمن والاستقرار، وهاجمت الحكومة. وبعد الظهر اصدر رئيس المجلس النيابي نبيه بري بياناً بعد تلقيه اتصالين من رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية والنائب جنبلاط، وأكد فيه بري"ان الجيش اللبناني تعرض لكمين غادر واعتداء مكشوف على عناصره هو أمر مرفوض بالكامل"، وقال:"على الفلسطينيين ان يتحركوا داخل المخيمات للامساك بالوضع، لا سيما أن اللبنانيين في الاساس اعتبروا ان أمن المخيمات من مسؤولية الفصائل الفلسطينية". واستكمل السنيورة أمس اتصالاته حول الوضع المتفجر، فأجرى اتصالاً هاتفياً بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ثم برئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية وعرض لهما تطورات الاوضاع في لبنان وخلفيات الاحداث المندلعة"والجريمة التي نفذتها"فتح الاسلام"الارهابية باعتدائها على الجيش اللبناني". وتلقى السنيورة اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس. وكان الوزير المر أكد أن"هناك خيارين لحل موضوع"فتح الاسلام"هما: إما الاستسلام وإما الحسم العسكري". وقال:"إن الجيش اللبناني لن يفاوض مجموعة ارهابيين ليسوا فلسطينيين ولا علاقة لهم بالمخيمات الفلسطينية ولا علاقة لهم بالاسلام ولا بالانسان بل هم مجرمون و"زعران"وإرهابيون مصيرهم التوقيف، وإذا قاوموا فالقتل". وأضاف المر في حديث ل"العربية":"الجيش لم يبدأ المعركة معهم، بل كان يقوم بواجبه في حفظ السلم والامن وحياة الناس حين استشهد له 27 جندياً غدراً في ليلة واحدة ولم يكونوا يقاتلون، وفي مقابلهم نريد 270 أسيراً أو قتيلاً من"فتح الإسلام"وخارج هذه المعادلة فالبحث مقطوع نهائياً"، مشيراً الى"أن عدد شهداء الجيش بلغ 30، وأن عدد قتلى"فتح الاسلام"بين 50 و60 لا يوجد بينهم فلسطينيون وهم من جنسيات لبنانية وسورية وأردنية وسعودية وغير ذلك".