سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أولمرت يتوعد الحركة ب "ثمن باهظ" وبيرتس يعلن "وضعاً خاصاً" في البلدات المهددة وليفني تبحث استقدام قوات دولية . الحكومة الامنية المصغرة الاسرائيلية تقرر تكثيف عملياتها ضد "حماس" وتستبعد "اجتياحاً واسعاً"
في ظل التخبط الإسرائيلي ازاء سبل مواجهة قذائف "القسام" التي سقطت أمس لليوم السادس على التوالي على بلدة سديروت وجوارها، وبموازاة تصعيد إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، توعد رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت حركة"حماس"بدفع"ثمن باهظ"وب"إجراءات اشد صرامة"على مواصلة قصفها، فيما أعلن وزير دفاعه عمير بيرتس"وضعا خاصا"أشبه بحال طوارئ في"الجبهة الداخلية"في البلدات المحاذية لقطاع غزة، مضيفاً ان إسرائيل قررت تغيير المعادلة التي بموجبها تقرر"حماس"متى تكون التهدئة ومتى يتم خرقها. وفي مستهل الجلسة الحكومية الأسبوعية التي سبقت اجتماعاً خاصاً للحكومة المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية أمس لمناقشة سبل الرد على القصف الفلسطيني، هدد اولمرت ب"ضربة قاسية للتنظيمات الإرهابية"في حال تواصل قصف البلدات جنوب إسرائيل. وقال إن"حماس"ستدفع الثمن غالياً على إطلاقها قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل، وأن الرد العسكري الإسرائيلي"سيكون اشد صرامة"كلما تصاعد القصف الصاروخي على جنوب إسرائيل. وأضاف:"طالما لم تثمر الخطوات العسكرية والسياسية المحدودة التي نتخذها هدوءاً أمنياً، فسنضطر إلى تشديد الإجراءات الأمنية والعسكرية لوقف التهديد المتواصل على سديروت وسائر البلدات منذ ست سنوات". وأضاف متباهياً ان القصف الإسرائيلي قتل العشرات من عناصر الحركة:"إنهم يدفعون ثمناً شخصياً باهظاً جداً، وسيواصلون دفع هذا الثمن". وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي المتزايد عليه وعلى حكومته حيال عجزهما عن توفير الحماية لسكان سديروت واضطرارهم إلى مغادرة البلدة، أقرت الحكومة تقديم رزمة دعم لسكان البلدة عبر اعلانها وسائر البلدات المحاذية للقطاع"خط مواجهة"يحظى سكانه بتسهيلات وامتيازات خاصة. وبعد أن احرجه المليونير الروسي الأصل أركادي غايدماك بإبداء استعداده لتخصيص أكثر من 12 مليون دولار لتوفير غرف آمنة لسكان سديروت، اعلن اولمرت ان الحكومة قررت استكمال عملية بناء مئات الغرف المحصنة بكلفة أكثر من مئة مليون دولار. "وضع خاص"جنوب إسرائيل من جهته، أعلن وزير الدفاع عن"وضع خاص"لمدة يومين يتوقع تمديدهما في جميع البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، تحال فيه صلاحيات الطوارئ من السلطات المدنية إلى سلطات الجيش، سواء في ما يتعلق بانتظام الدراسة في المدارس أو إغلاق مصانع تحتوي مواد خطرة، أو استصدار أوامر تلزم مستخدمين يقدمون خدمات حيوية للجمهور ملازمة أماكن عملهم رغم الخطر الأمني الراهن. ويعني هذا القرار أيضاً إلزام الدولة تعويض العمال وأرباب العمل الذين اضطروا إلى تعطيل العمل أو عن أي أضرار تلحق بهم، على غرار ما حصل إبان الحرب الأخيرة على لبنان قبل نحو عام. وقال بيرتس في جولة تفقدية لإحدى قواعد الجيش جنوب إسرائيل إن الجيش يبادر في الأيام الأخيرة إلى عمل عسكري هجومي"ناجح وناجع"ضد الخلايا الفلسطينية في القطاع بناء لخطة واضحة أعدت مسبقاً وليس رداً على الاعتداءات الصاروخية أو بناءً لسلوك"حماس". استقدام قوات دولية؟ وقدمت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني للحكومة تقريراً عن الاتصالات الهاتفية التي أجرتها نهاية الأسبوع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونظرائها في كل من بريطانيا وفرنسا وكندا ومصر"لإطلاعهم على خطورة التصعيد الفلسطيني"، وسط أنباء عن أن إسرائيل قد تدرس بإيجاب استقدام قوات طوارئ دولية إلى القطاع لوقف تهريب الأسلحة إلى القطاع، وليس لفض الاشتباكات بين"حماس"و"فتح". وأفادت صحيفة"هآرتس"أمس ان وزارة الخارجية تبلور أفكاراً لنشر قوات دولية في الشريط الحدودي بين رفح وسيناء محور فيلادلفي - صلاح الدين تكون مهمتها وقف تهريب السلاح من سيناء إلى رفح. وترى الوزارة ان تهريب الأسلحة يعاظم من قوة"حماس"، وان"إحباط هذا التهريب هو المفتاح لتحسين الوضع الأمني في القطاع وضرب قدرات إنتاج القذائف وإطلاقها". وتقضي الفكرة المتداولة بأن ترابط القوات الدولية في الجانب الفلسطيني من الشريط الحدودي وتعمل بتنسيق كامل مع القوات المصرية على الجانب الآخر من الشريط ،"لكن لا توجد نية لمرابطتها داخل القطاع كقوة فصل بين فتح وحماس ولا استخدامها ضد مطلقي القسام"، على أن تبقى مصر المسؤولة عن إحباط تهريبات فيس أراضيها. اولمرت يخشى "وحل غزة" ووسط تقديرات الأجهزة الأمنية بأن قصف جنوب إسرائيل سيتواصل أياماً كثيرة، التأمت عصر أمس الحكومة الأمنية المصغرة للبحث في سبل إحباط القصف، وسط مطالبة نواب اليمين المتشدد الحكومة بإقرار هجوم بري ضخم على القطاع. وانعقد الاجتماع في ظل توقعات بأن الحكومة المصغرة لن تتخذ"قرارات دراماتيكية"لجهة هجوم بري واسع. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن اولمرت انه سيكتفي بأن تعلن الحكومة المصغرة أنها"سترد بقوة وقساوة"على إطلاق القذائف. ونقلت عنه قوله لمقربيه إنه"لا يريد رؤية إسرائيل تخرج في عملية عسكرية كبيرة تستغرق أشهراً في القطاع وتتسبب في تمرغ إسرائيل من جديد في وحل غزة". وذكرت"هآرتس"ان اولمرت يفضل قيام الجيش ب"عمليات موضعية"الغرض منها الإثقال على"حماس"لإرغامها على العودة إلى التهدئة. وأعربت أوساط اولمرت عن"ارتياحه"للضربات العسكرية التي نفذتها إسرائيل في الأيام الأخيرة"والتي أصابت بدقة أهداف حماس من دون المس بالمدنيين الفلسطينيين". وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن أعضاء الحكومة ورئيس أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي، باستثناء الوزير المتطرف افيغدور ليبرمان، يعارضون القيام بعملية برية واسعة النطاق. من جهته، يدعو ليبرمان إلى توسيع التوغل الإسرائيلي في القطاع من دون احتلاله"إنما لغرض بتره وتقسيمه إلى كانتونات واحتلال الشريط الحدودي بين رفح وسيناء محور فيلادلفي إلى حين استقدام قوات من حلف شمال الأطلسي تكون مهمتها حماية أمن مواطني إسرائيل". وقال ليبرمان إن الحكومة الحالية"بلغت ساعة الامتحان وان أمامها خيارين: إما أن تفكك حماس بالقوة، أو أن تتفكك الحكومة نفسها"، في تلميح إلى احتمال انسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي. من جهته، حذر وزير الإسكان مئير شيتريت من"الدخول في أجواء هستيرية"، مشيراً إلى حقيقة ان آلاف القذائف التي سقطت في سديروت في السنوات الأخيرة، أودت بحياة أربعة أشخاص فقط. أما وزير الهجرة زئيف بويم فهدأ من الحماسة لإطلاق هجوم بري واسع، وقال إن"الجيش لم يتمكن من منع إطلاق القذائف حتى أثناء انتشار قواته احتلاله داخل القطاع". 3 شهداء في قصف اسرائيلي ميدانياً، أعلن الجيش سقوط نحو عشر قذائف صاروخية على سديروت امس تسببت إحداها في أضرار مادية لأحد المنازل وإصابة ثلاثة أشخاص بحالات هلع. وأفاد مصدر طبي وشهود فلسطينيون ان ثلاثة ناشطين من"كتائب القسام"التابعة ل"حماس"سقطوا فجر أمس في قصف صاروخي للطيران الحربي الإسرائيلي استهدف سيارتهم التي التهمتها النيران. كما قصفت طائرة إسرائيلية بصاروخ فجر أمس ورشة حدادة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.