رشح المخرج علي بدرخان الممثل عمر الشريف لتجسيد شخصية الزعيم الكردي مصطفى بارزاني في أول فيلم يتحدث عن الأكراد بوضوح تحت عنوان ""البشمركة". وسيناريو الفيلم يكتبه حالياً الاسكتلندي مارك بابل مع رصد موازنة ضخمة له على ان يُصور في مناطق كردستان وبعض الاستوديوات في مصر. وسيتناول الفيلم الفترة من 1943 وحتى 1947 من حياة الزعيم الكردي الذي حارب الاستعمار وعاش من 1899 حتى 1970. أكد علي بدرخان أن الفيلم سياسي يتناول قضية تعشيها المنطقة وتكشف ما يعانيه العرب والأكراد من ظلم الآن أو في الماضي وما يقع عليهم من قهر نابع من أطماع الغرب في المنطقة منذ أيام الأتراك، بهدف السيطرة على منابع البترول ومقدرات وثروات المنطقة. وعن اختياره شخصاً انكليزياً لكتابة سيناريو الفيلم قال بدرخان:"الانكليز أكثر الأشخاص معرفة بما كان يجري في المنطقة بحكم الاحتلال، وأيضاً لأنه سيكون عادلاً في طرحه للأحداث ومحايداً، إذ لن يكون مع طرف على حساب الآخر خصوصاً إذا عرفنا وجهة نظره الشخصية الرافضة للحرب الأميركية والانكليزية على السواء. وكل ما يُكشف خلال هذا العمل لا يجب اعتباره هجوماً على أحد ولكن لا بد من أن نؤمن أن لكل شخص حقوقاً يجب أن يحصل عليها وعليه واجبات عليه أن يؤديها من دون تمييز. وأرجو أن يساهم الفيلم في توضحي علاقة العرب بالأكراد وأهمية أن تقوم على الحب والاحترام في مواجهة التدخلات الخارجية. نحن سنطرح ذلك من خلال السيرة الذاتية لمصطفى بارزاني ونكشف ما تعانيه شعوب المنطقة حالياً من قهر وظلم. فالتاريخ يستخدم للتوضيح والتحذير مما نعيشه الآن". الوحدة والتقسيم عن رؤية البعض بأن مطالبة الأكراد بالحكم الذاتي وما يمثله ذلك من بداية لتقسيم الوطن العراقي الى دويلات أكد بدرخان:"أننا جميعنا يؤمن أن الوحدة قوة والتقسيم ضعف، وجميعنا يعلم حكاية الشيخ المريض مع أولاده والحطب وكيف كسر عندما تفرق، وتذكر ما قاله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بأن المناطق الكردية خط الدفاع الأول فلا يصح أن أطالبك بأن تكون معي وأقهرك، وأريدك أن تقف بجواري ثم أظلمك. هذا ما كان يواجهه الأكراد في عهد النظام العراقي المنتهي". وأضاف بدرخان:"لا بد من الاعتراف بهوية الأكراد وكيانهم والتعامل معهم بالمساواة في الحقوق والالتزامات لأن قهر الأقليات المختلفة ليس في صالح الأمة، ولا يمكن للأكراد أن يتحولوا بالقوة الى عرب ولكنهم شعب له عاداته وتقاليده وساهم في شكل فاعل في الحضارة الإسلامية. فالكردي صلاح الدين الأيوبي هو الذي حرر بيت المقدس والمسجد الأقصى. وهناك الكثير من النماذج الكردية التي ساهمت في الثقافة والحضارة العربية نذكر منهم حديثاً أمير الشعراء أحمد شوقي ونجيب الريحاني ومحمود المليجي وأحمد بدرخان. وجميعهم كانوا متعايشين مع غيرهم من العرب، ولكنهم وطنيون. ففي عز القهر والظلم الملكي في مصر انتج أحمد بدرخان على حسابه فيلم"مصطفى كامل"الذي ظل ممنوعاً من العرض حتى قيام ثورة تموز يوليو 1952". وقال بدرخان:"لا يمكن عندما يتحدث الأكراد عن حقوقهم أن نطلق عليهم لقب انفصاليين فهذا الشعب الذي يبلغ تعداده 40 مليون شخص وقع عليه نوع من الظلم الشديد من الأنظمة الحاكمة لهم بعد انتهاء الاحتلال، إضافة الى أنهم يعيشون في منطقة مملوءة بالخيرات لم يستقلوا بها بل وضعت في تصرف لمصلحة المناطق الأخرى، خصوصاً في العراق الذي تسبب نظام الحكم السابق بقيادة صدام حسين في تدمير عشرات ومئات القرى التي ضربها جميعاً بالمواد الكيماوية التي كانت تحول الأشخاص الى خشب محروق. وأعتقد ان الاستمرار في ظلم هذا الشعب الذي عانى الكثير ليس في مصلحة الوحدة العراقية أو العربية". وأكد بدرخان ان مطالبة الأكراد بالحكم الذاتي ليس معناه الانفصال، قائلاً:"أنا أطالب أصحاب المصالح بعدم الاصطياد في الماء العكر. وأتساءل هنا مثلاً ماذا كانت مصلحة النظام العراقي في منع الأكراد من عدم الحديث بلغتهم؟ فلماذا أرفض ثقافة وحضارة الآخرين؟ إن الأكراد أصحاب حضارة تمتد لآلاف السنين ويوجه لهم تأثير كبير في الحضارة العربية". وعن اختياره كمخرج لهذا العمل وهل جاء باعتباره كردي الأصل قال:"أنا مخرج عربي مصري من أصل كردي فالاختيار لم يأت اعتباطاً وحتى اختيار المؤلف جاء لنقول ان هناك شاهداً من أهلها يرفض ظلم الغرب الذي جاء الى المنطقة بمنطق فرق تسد ونجح حتى الآن في تحقيق ذلك".