أكّد خبراء مصريون أن سوق التمويل العقاري في البلاد باتت قادرة على جذب المستثمرين خصوصاً الخليجيين الذين رأوا فيها آفاقاً واعدة الأمر الذي بدا واضحاً في إبرام صفقات ضخمة عدّة. وأشار الخبراء إلى حرص مؤسسة "يورومني" البريطانية على تخصيص مؤتمر كامل في القاهرة عن"سوق التمويل العقاري وتطوره في مصر"بالتعاون مع وزارة الاستثمار والهيئة العامة للتمويل العقاري، إدراكاً منها بتنامي هذه السوق. ورأى مدير إدارة المؤتمرات في"يورومني"، ريتشارد بانكس، أن التمويل العقاري من القطاعات الواعدة التي يمكن أن تحقق نجاحات واسعة في السنوات المقبلة، شرط توفّر المصارف الوطنية والأجنبية التي تمارس هذا النشاط. وأضاف أن مصر خطت خطوات واسعة من أجل أن تكون السوق المصرية أكثر تنافسية مع الأسواق الدولية. وأشار وزير الاستثمار المصري، محمود محيي الدين، إلى أن عدد شركات التمويل العقاري وصل إلى أربع شركات كان آخرها شركة"أملاك"، بالإضافة إلى شركة جديدة لإعادة التمويل. وأكد المدير العام عضو مجلس الإدارة التنفيذي لپ"البنك العقاري المصري العربي"، محمد الأتربي، أن انعقاد مؤتمر"يورومني"للتمويل العقاري في القاهرة سيتيح الفرصة للاطلاع على كل ما هو جديد في أدوات التمويل العقاري عالمياً. وأضاف الأتربي إن هذا القطاع ما زال يحتاج إلى الدعم، سواء من جانب الحكومة أو المؤسسات المالية، مذكراً باتجاه الحكومة المصرية نحو تأسيس شركات للتمويل العقاري وقيامها بتيسير الإجراءات وتشجيع هذا القطاع. وتشير توقعات المصارف وشركات التمويل إلى وصول حجم التمويل العقاري إلى ما يتجاوز بليوني جنيه، مع نهاية السنة الجارية. ووصل عدد المشاريع التي حصلت على دعم من"صندوق ضمان ودعم نشاط التمويل العقاري"خلال عام 2006 إلى 304 مشاريع، ويجري الإعداد لمنح 3779 طلباً جديداً دعماً نقدياً، في حدود 15 في المئة من قيمة المشروع بحد أقصى عشرة آلاف جنيه لكل مشروع، وبقيمة إجمالية تبلغ 23 مليون جنيه. وعلى صعيد الصفقات في السوق، عاد القطاع إلى الظهور على الساحة الاقتصادية بقوة، لا سيما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين. وكان آخر هذه الصفقات بيع ثلاث قطع كبيرة من الأراضي في مدينة القاهرة الجديدة تبلغ مساحتها 3940 فداناً بقيمة 13.350 بليون جنيه مصري، وحصلت شركة"رؤية"للاستثمار السياحي والعقاري المصرية على قطعة الأرض الأولى التي تبلغ مساحتها 460 فداناً بپ1288 جنيهاً للمتر المربع، وبقيمة إجمالية بلغت 2.5 بليون جنيه. وحصلت"داماك"الإماراتية على القطعة الثانية التي تبلغ مساحتها 1500 فدان مقابل 4.75 بليون جنيه، بينما حصلت شركة"بروة"القطرية على القطعة الثالثة التي تبلغ مساحتها 1980 فداناً، بپ6.1 بليون جنيه. وأعلنت شركتا"سوديك"المصرية وپ"سوليدير"اللبنانية في 26 نيسان أبريل الماضي عن توقيع اتفاق تعاون لتطوير مشروعين عقاريين في مدينتي الشيخ زايد على طريق القاهرة -الإسكندرية الصحراوي على مساحة 2.1 مليون متر مربع بالقرب من"القرية الذكية"وفي القاهرة الجديدة بجوار الجامعة الأميركية، بكلفة استثمارية إجمالية تبلغ 8 بلايين جنيه. وبدأ العمل في تصميم وتخطيط المشروعين على أن يتم تنفيذهما على مراحل خلال خمس سنوات. وفي السنة الماضية، تمكّنت شركة"إعمار"الإماراتية من توسيع رصيدها في المشاريع العقارية والسياحية في مصر بالفوز بمزاد المرحلة الأولى من مشروع"سيدي عبدالرحمن"السياحي في الساحل الشمالي. وبلغت صفقة"إعمار"الأخيرة بليون جنيه، فيما تقدر الكلفة الإجمالية الاستثمارية للمشروع بنحو 10 بلايين جنيه، وتتضمن المرحلة الأولى منه إقامة مشروع سياحي وسكني متكامل على مساحة 6.2 مليون متر مربع، يشمل 3 آلاف غرفة سياحية. كما شهد عام 2006 دخول مشروع"تلال القاهرة"- الذي بدأته"إعمار" في السنة الماضية.