تعتبر التهابات الكبد الفيروسية من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، خصوصاً في العالم الثالث. والمشكلة في هذه الالتهابات أنها استوطنت الكثير من البلدان، الى درجة أنها أصبحت تشكل عبئاً عليها. يخطئ من يظن أن هناك نوعاً واحداً من التهاب الكبد، ففي الواقع هناك مجموعة من الفيروسات التي تقف وراء التهابات الكبد وهي الفيروسات: A، B، C، D، E، G، إلا أن أكثرها مشاهدة هي التهاب الكبد بالفيروس A، والتهاب الكبد بالفيروس B، والالتهاب بالفيروس C. وفي السطور الآتية نتناول أهم ما يتعلق بهذه الالتهابات: بالفيروس A كيف ينتقل المرض؟ ان شرب الماء الملوث بالفيروس A، وأكل الخضار والفاكهة الملوثة، أو تناول الطعام الذي أعدّه شخص لامس فضلات تحتوي على الفيروس، تعد من أ هم وسائل انتقال العدوى بين الناس. إلا أن هناك فئات أكثر تعرضاً من غيرها للإصابة وهي: أطفال الحضانات والمشرفون عليها. والأشخاص الذين هم على تماس مع المصابين، والمسافرون الى المناطق الموبوءة، والموظفون في مراكز العناية المطولة، وأطفال الشوارع، والمدمنون على المخدرات، والأشخاص الذين يتعاملون مع الأطعمة. كيف يتظاهر التهاب الكبد A؟ ان اكثر من 80 في المئة من المصابين بالمرض، يعانون من عوراض تشبه مرض الانفلونزا، وبعد مرور شهر على عبور الفيروس الى الجسم، قد لا يشكو المصاب من أي شيء، أو قد يشكو من العوارض الآتية: الحمى، التعب، التقيؤ، الصداع، نقص الشهية على الأكل، الدوخة، الإسهال الدموي، آلام في البطن، اصفرار العينين والجلد. ما هو العلاج؟ لا يوجد علاج نوعي لالتهاب الكبد A، فالداء يشفى تلقائياً خلال أسابيع قليلة لا أكثر، ينصح المريض فيها، بالاستراحة التامة، وتناول السكريات والحد من المقليات والدهنيات. هل يمكن الوقاية من التهاب الكبد A؟ ان الوقاية تستدعي قواعد صارمة في النظافة، والابتعاد عن الأطعمة والمشروبات الملوثة المشبوهة، ووضع القفازات أثناء التعامل مع الأشياء والمآكل المشكوك فيها. أما في شأن اللقاح فهناك لقاح واحد يسمح بالحماية منه، وينصح به للمعرضين لخطر العدوى بالفيروس A. ملاحظات: 1- ان التهاب الكبد A قد يحصل خلسة من دون علم صاحبه به. 2 - قد يؤدي المرض الى مضاعفات قاتلة ولكن هذا نادر الحدوث. 3 - يجب عزل المصاب لفترة معينة يقررها الطبيب. بالفيروس B العدوى بفيروس التهاب الكبد B تتم بالتعرض للدم وسوائل الجسم الأخرى الملوثة مثل السائل المنوي، وإفرازات المهبل وحليب الأم واللعاب وذلك أثناء المعاشرة الجنسية، واستعمال إبر ملوثة، أو من طريق جرح أو حتى خدش في الجلد، أو من طريق الفم. كيف يتظاهر التهاب الكبد B؟ بعد عبور الفيروس الى الشخص بفترة تراوح بين شهرين و4 أشهر، تبدأ العوارض بالظهور، فيعاني المريض من المظاهر الآتية: اصفرار الجلد والعينين، تبدل لون البراز والبول فقدان الشهية، الحمى، التعب، الغثيان، التقيؤ، الصداع، ألم في المفاصل، اندفاعات جلدية، الحكاك، عدم تحمل الطعام الدسم. ما هو العلاج؟ هناك علاج اسمه"فارانترفيرون"وقد برهن جدواه في تقليص نشاط الفيروس المتهم بنسبة وصلت الى الأربعين في المئة، وإذا أضيف عقار آخر هو"لاموفيدين"فإن النسبة المذكورة تقفز الى 80 في المئة. هل من سبيل للوقاية؟ ان اتباع بعض القواعد الصحية مفيد جداً في درء شر التقاط الفيروس B، مثل: عدم القيام بعلاقات جنسية محرمة، وعدم استعمال أدوات الغير فرشاة أسنان، أدوات حلاقة، مبرد أظافر وغيرها، ارتداء القفازات عند لمس أو تنظيف أي نقطة دم، التأكد من تعقيم الإبر والمعدات الطبية. أما الحماية الحقيقية من المرض فتتم بالتلقيح ضد الفيروس الذي يعطي مناعة فاعلة تبلغ نسبتها 95 في المئة. ملاحظات: 1 - ان التهاب الكبد B لا ينتقل بواسطة التعاملات البسيطة مثل القبلة العادية، المصافح، العطس، الأكل والشرب في وعاء واحد، زيارة المصاب. 2 - ان 30 في المئة من الإصابات لا يمكن التعرف على طريقة العدوى. 3 - كما هي الحال في التهاب الكبد A، فإن المرض يمكن أن يبقى صامتاً وأصحابه يظلون بصحة جيدة لكنهم قادرون على نقل المرض الى سواهم، إلا قلة من هؤلاء يكونون أكثر عرضة لالتهاب الكبد المزمن والتليف الكبدي والسرطان. من هنا فإن التعرف الى حملة الفيروس اللاعرضيين، مهم جداً من أجل تثقيفهم حول كيفية تعاملهم مع أنفسهم والآخرين للحيلولة دون نقلهم العدوى الى سواهم. 4 - الأم الحامل المصابة بالمرض أو التي لديها الفيروس في دمها، بإمكانها نقل المرض الى وليدها. بالفيروس C تتم الإصابة بالفيروس C من طريق الوسائط الآتية: نقل الدم ومنتجاته الملوثة، الإبر الملوثة، زراعة الأعضاء من متبرع مصاب بالفيروس أو حامل له، المعدات الجراحية وأدوات الحلاقة الملوثة، العلاقة الجنسية المشبوهة، غسل الدم المتكرر. ما هي مظاهر المرض؟ ان العوارض الآتية قد تظهر على المصاب: التعب الغامض والمحير، اصفرار في العينين وعلى الجلد لتراكم مادة البيليوروبين في الدم، تضخم في الكبد أو الطحال، ارتفاع في مستوى الخمائر الكبدية. ان العلاج يعتمد في الوقت الراهن على استعمال عقار الانترفيرون - الفا، الذي يعطى لمرة واحدة اسبوعياً مشاركة مع مضاد فيروسي آخر. ماذا عن الوقاية؟ حتى الآن لا يتوافر أي لقاح ضد التهاب الكبد بالفيروس C، وأفضل ما يجب عمله لتحاشي هذا المرض الخطير، هو التقيد بالنصائح الآتية: تفادي استعمال الأدوات المشتركة مقص أظافر، أدوات حلاقة، فراشي الأسنان، تطهير الأدوات الطبية جيداً، تفادي المخدرات والحقن المشبوهة. منع المصابين والحاملين من التبرع بالدم. الحذر من أدوات الثقب والوشم والختان. ملاحظات: 1 - ان التهاب الكبد C خطير جداً، فحوالى 80 في المئة من المصابين، يتطور عندهم المرض ليصبح التهاباً مزمناً، و20 في المئة من هؤلاء يصاب كبدهم بالتليف، و5 في المئة من الآخرين يتعرضون لسرطان الكبد. 2 - لا ينتقل المرض بالمصافحة ولا من طريق الأكل والشرب. 3 - الفيروس C يدخل الجسم، ويبقى صامتاً فيه لسنوات طويلة قبل أن يفصح عن ذاته.