رأيت الكثير من مشاهد العنف والقسوة فيما خلى، وكنت أتذكر كل مرة قول طاغور شاعر الهند العظيم:"يكون الإنسان أسوأ من الحيوان حين يصبح حيواناً!"وفكرت أن الإنسان إذا عُمي وتوقفت أحساسيسه يستطيع أن يكون سيئاً الى ما لا نهاية والعكس صحيح. ولكن حين أراني أحدهم - ويا ليته لم يرني إياها - حادثة قتل الفتاة الكردية دعاء نسيت كل شيء ولم أعد أتذكر شيئاً. توقفت أنفاسي وصار قلبي ينبض كما لو ان بركاناً يغلي فيه. متُ خلية خلية وأنا أرى دعاء، الفتاة الكردية الشهيدة وهي تقتل بالرجم، بحجارة الحقد الدفين الكامن في أعمق الأعماق. ماتت يداي وعيناي وقدماي ورأسي وظهري وجسمي كله، مت عضواً عضواً وأنا أرى دعاء. وما أدراكم ما دعاء! وهي تذبح وتهان وتشوه ويُمثل بها وتداس بالأقدام! أعذروني فلن تتمكن لغة من التعبير عن دعاء. فاللغات الآن كلمات جوفاء لا حياة فيها... أعذروني أرتعشُ الآن عضلة عضلة ويداي ما عادتا تقدران على حمل القلم! أتذكر الآن دمها! أحمر قانياً وهو يسيل على الأرض. اعذروني لست بقادر أن أكمل، فقد جفت الأقلام. جفت الأقلام. آسو مارديني - بريد الكتروني