اتهمت جماعتان اسرائيليتان لحقوق الانسان اسرائيل امس بفرض قيود ارغمت آلاف الفلسطينيين على مغادرة ديارهم ومتاجرهم بشكل فعلي في وسط مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقالت جمعية الحريات المدنية الاسرائيلية وجماعة"بتسيلم"لحقوق الانسان في تقرير ان اسرائيل صادرت بشكل فعلي قلب الخليل من الفلسطينيين في محاولة لحماية المستوطنين في ثاني أكبر مدينة في الضفة الغربيةالمحتلة. ويعيش في قلب مدينة الخليل نحو 500 مستوطن يرون أن العيش في المدينة حق توراتي في جيوب صغيرة عدة بنيت منذ عام 1980 في قلب المدينة. ويعيش أيضا في المدينة 115 ألف فلسطيني. واتهم التقرير المؤلف من 120 صفحة الجنود الاسرائيليين بالقيام بعمليات"مضايقة روتينية وعنيفة"ضد الفلسطينيين مثل فرض حظر التجول بشكل متكرر ومنع دخول الشوارع الرئيسية وانشاء مراكز أمنية في منازلهم. وأضاف أن الجنود أيضا"يحجمون كقاعدة عن حماية السكان الفلسطينيين من هجمات المستوطنين". وقال ان"هذه الاجراءات أدت على مر السنين الى طرد آلاف من السكان والتجار الفلسطينيين من قلب المدينة."وأردف قائلا ان فلسطينيين كثيرين رحلوا"من دون خيار سوى الرحيل". واوضح التقرير ان"ما لا يقل عن 1014 مسكنا فلسطينيا، اي 41.9 في المئة من مجموع العقارات في هذه المنطقة اصبحت شاغرة بينها 659 65 في المئة خلال الانتفاضة الثانية"التي بدأت في ايلول سبتمبر 2000. واضاف التقرير ان 1829 مؤسسة تجارية، اي 76.6 في المئة من المتاجر في هذا القطاع، هجرت ايضا في الوقت ذاته واغلقت 440 بأمر من الجيش الاسرائيلي. وقالت ساريت ميخائيلي وهي ناطقة باسم"بتسيلم"في بيان يلخص التقرير ان"الاعمال الاسرائيلية التي تقوم على أساس سياسة تفضيل مصالح المستوطنين حولت قلب مدينة الخليل الى مدينة اشباح. وتجادل اسرائيل بأن من المستحيل ضمان سلامة المستوطنين من دون فصل الفلسطينيين والاسرائيليين في المدينة ومن دون خرق الحقوق الاساسية للسكان الفلسطينيين". وقال الجيش الاسرائيلي ان الاجراءات التي اتخذها في الخليل تهدف الى مواجهة التهديدات الامنية التي تزيد سوءا من النشطاء الفلسطينيين ضد المدنيين والجنود الاسرائيليين. وتابع أن الجيش اتخذ في الآونة الاخيرة خطوات لمساعدة الفلسطينيين في اعادة فتح أعمالهم التي أغلقت خلال فترات العنف وتعزيز القانون بالنسبة للمستوطنين والفلسطينيين على حد سواء. وقال بيان:"الوضع الذي يواجه القائد العسكري في الخليل حساس ومعقد... القائد العسكري عليه اتخاذ خطوات كما قيل لاسباب أمنية محضة... ولحماية الحياة الانسانية".