للمرة الأولى في تاريخها، شهدت دبي فعالية معلوماتية ذات طابع "غرائبي"، بالنسبة للثقافة السائدة عربياً، إذ سمح لمجموعة من هواة اختراق الكومبيوتر، الذين يُعرفون باسم"هاكرز"Hackers، بشن هجمات إلكترونية على مدى أربعة أيام بترخيص من"هيئة الإتصالات"في دولة الإمارات العربية. واندرجت تلك الهجمات المتحدة في لعبة الكترونية نُسّقت بالتعاون مع"الوكالة الماليزية للاتصالات والوسائط المتعددة". جرت تلك المُسابقة في أحد فنادق دبي بين 2 و 5 نيسان أبريل على هامش"مؤتمر أمن شبكات المعلومات 2007"الذي عُقد تحت عنوان"المعرفة المُعمّقة"، والذي نظمته مؤسسة"هاك إن ذا بوكس"العالمية. وتنافس الهاكرز في إبتكار الهجومات الإلكترونية، بحيث استطاع بعضهم إختراق شبكات تابعة لمؤسسات أمنية وعسكرية. وفي الأحوال"الطبيعية"، تُصنّف تلك الأفعال في إطار الجرائم التي يعاقب عليها القانون. وألقى محمد ناصر الغانم، المدير العام لپ"هيئة تنظيم الاتصالات"، كلمة عن تجربة دولة الإمارات في مجال أمن الفضاء الإلكتروني والتعامل مع متسللي شبكة الإنترنت، تطرق فيها الى الخطوات التي اتخذتها الهيئات الحكومية ذات العلاقة في ما يتعلق بضمان التبادلات التجارية والشخصية على شبكة الإنترنت وحمايتها من الاختراق والغش والتسلّل. ونال عدد من طلاب"كلية إتصالات"دورات مكثفة في مجال اختراق الكومبيوتر"هاكنغ"Hacking. وتنافس 20 فريقاً على مدى الأيام الأربعة في إبتكار أحدث سبل إختراق الشبكات. وضم كل فريق عدداً من الهاكرز والخبراء في مكافحة الإختراقات. وحدّدت ملفات مُحددة، وُزّعت على كومبيوترات وخوادم معينة، كأهداف لهجمات هؤلاء الهاكرز، بحيث يفوز الفريق الذي ينجح في الوصول الى أكبر عدد من تلك الملفات خلال أقصر وقت. ولم يُسمح للمتنافسين بمهاجمة أجهزة بعضهم البعض. وعلى نحو متزامن، ناقش المشاركون في"مؤتمر أمن شبكات المعلومات 2007"مواضيع عدّة تتعلق بأمن الشبكات الرقمية وتعميق المعرفة بماهيتها من خلال وجهات نظر لقرابة 20 أختصاصياً وباحثاً بأمن الشبكات. وشارك هؤلاء الخبراء في 4 جلسات تدريبية فنية لتقويم الشبكات الالكترونية وامنها، وشرح أحدث الطرق التي يستخدمها المتسللون لمهاجمتها، وتبيان مناهج الدفاع الأساسية ضدهم مع نظرة من قرب لأحدث تكنولوجيات أمن الشبكات والكومبيوتر.