تسعى تونس الى استقطاب السياح من أوروبا الشرقية عبر حملات ترويجية أطلقتها أخيراً وعينُها على السوق الألمانية التي كانت المصدر الرئيسي للسياح قبل العام 2003. ولوحظت زيادة سريعة في أعداد السياح الروس الذين زاروا البلد خلال السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت أعدادهم إلى 109 آلاف سائح في السنة الماضية أي بزيادة بلغت نسبتها 15 في المئة قياساً على السنة 2005. ويفضل السياح الروس زيارة تونس عندما يرغبون بالسفر إلى الصحراء أو البحث عن سواحل متوسطية دافئة، خصوصاً في سوسة والمنستير والمهدية، وهم يُقيمون في فنادق يعتبرونها فخمة قياساً على تلك المُتاحة في بلدان أخرى اعتادوا على زيارتها في الماضي. وتكثفت الرحلات الجوية بين موسكو والمطارات التونسية في الفترة الأخيرة وبخاصة مطار تونس وجربة والمنستير. كذلك وضع التونسيون خططاً لتكثيف استقطاب السياح من البلدان المجاورة لروسيا. وأفيد أن شركة النقل التونسية الخاصة"الطيران الجديد"ستفتتح قريباً خطاً مباشراً يربط بين كييف وجزيرة جربة التي يحب الأوكرانيون تمضية الإجازات على سواحلها الدافئة. وشارك التونسيون بكثافة في المعرض السياحي الأخير في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا في إطار سعيهم الى تعزيز حضورهم في أسواق بلدان البلطيق. وتستقطب تونس 16 ألف سائح سنويا من أستونيا ومولدوفيا وليتوانيا على رغم صغر حجم السوق إذ لا يتجاوز عدد سكان دول البلطيق 7.5 مليون نسمة. إلا أن عيون التونسيين ما زالت على ألمانيا التي كانت تؤمن أكثر من 25 في المئة من أعداد السياح الذين زاروا البلد قبل السنة 2003 تاريخ العملية الإنتحارية التي استهدفت كنيس"الغريبة"في جزيرة جربة جنوب، والتي راح ضحيتها 14 سائحاً ألمانياً. واجتاز عدد الألمان في السنوات التي سبقت تلك الحادثة حاجز المليون سائح في السنة، لكنه تراجع أخيراً إلى 540 ألف سائح فقط في السنة. وأشارت تقديرات غير رسمية إلى أن 140 ألف سائح ألماني زاروا تونس في الشتاء الحالي ومن المتوقع أن تزيد أعدادهم في الصيف المقبل بنسبة 20 في المئة قياساً على الصيف الماضي. ويحتل الألمان حالياً الرتبة الرابعة بين زوار البلد بعد الليبيين والفرنسيين والجزائريين. وأظهر استطلاع للرأي أن 58 في المئة من الألمان الذين أتوا إلى تونس اختاروها من أجل البحر والشمس، فيما اختارها 14 في المئة من أجل الرياضة والثقافة. وفي إطار تنويع المعروض السياحي يسعى التونسيون الى استقطاب الألمان المولعين برياضة الغولف من خلال تأمين 9 ملاعب غولف في مناطق مختلفة من البلد. وشاركوا الشهر الماضي في المعرض السياحي الدولي في برلين للترويج لسياحة العلاج التي تحتل تونس فيها الرتبة الثانية على رغم وجود منافسة قوية من تركيا ومصر. غير أن الإهتمام باستقدام مزيد من السياح من أوروبا الشرقية والوسطى لا يعني أن التونسيين يئسوا من السوق الأميركية. وهم يسعون من خلال صيغ شراكة مع البلدان الأوروبية القريبة منهم، خصوصاً إيطاليا وفرنسا، إلى استقطاب سياح أميركيين في إطار برامج قصيرة الأمد لدى زيارتهم اوروبا. ويزور تونس أكثر من 16 ألف سائح أميركي في السنة من أصل 85 ألف سائح يزورون بلداناً أفريقية. إلا أن مسؤولاً سياحياً أكد ل"الحياة"أن الإمكانات المُتاحة للإستفادة من السوق الأميركية والتي تُقدر ب68 مليون سائح سنوياً، أكبر من ذلك بكثير. وأفاد أن تونس تضع حالياً خططًا لتكثيف الترويج السياحي في المدن الأميركية بما في ذلك درس فتح خط جوي مباشر إلى الولاياتالمتحدة أو كندا، واستثمار الخط الذي فتحته أخيراً الخطوط الجزائرية إلى أميركا. يُذكر أن تونس احتلت الرتبة الأولى في أفريقيا والثانية في العالم العربي على مؤشر تنافسية السياحة والسفر الذي يضعه سنوياً"منتدى دافوس"الإقتصادي العالمي والذي شمل 124 دولة.