قتل أكثر من 22 عراقياً، بينهم 12 بانفجار شاحنة مفخخة في كركوك، وأصيب أكثر من 200 بجراح في أعمال عنف متفرقة في العراق، وعثر أمس على جثث 21 في محافظة ديالى بعدما خطفهم مسلحون قرب بعقوبة الأحد. واوضح قائد شرطة كركوك 255 كلم شمال شرقي بغداد اللواء تورهان يوسف ان"حوالي 12 شخصاً، بينهم طفل رضيع وأحد عناصر الشرطة، قتلوا فيما اصيب 178 بجروح بانفجار شاحنة مفخخة يقودها انتحاري امام مقر مديرية التحقيقات الجنائية في حي رحيم آوه شمال كركوك". واضاف ان"معظم الضحايا هم من طلاب احدى المدارس القريبة والمنازل المحيطة بموقع الانفجار"مشيرا الى"اضرار مادية كبيرة في المحال التجارية والمنازل". والانفجار هو السابع في هذا الحي منذ العام 2003. وقال ان"الشاحنة كانت محملة طحيناً تحتها ما لا يقل عن خمسة اطنان من المتفجرات بحيث بلغ عمق الحفرة اكثر من مترين". وذكرت الشرطة أن المهاجم صدم بشاحنته البوابة الرئيسية لمقر مديرية التحقيقات وفجر العبوة الناسفة مما تسبب في انفجار سمع دويه في شتى أنحاء المدينة. وقالت امرأة وهي تحتضن ابنتها وابنها قرب موقع الحادث"كنت أعد الغداء لأطفالي عندما وقع الانفجار اعتقدت أن المنزل سينهار". وتجمع المئات امام مستشفيي كركوك وآزادي للاطمئنان على الجرحى فيما كانت سيارات الاسعاف تدعو المواطنين الى التبرع بالدم. وقال شرطي مصاب"كنا في الدائرة التي انتقلنا اليها قبل شهر بعد تدمير المبنى القديم. وكانت قوة اميركية موجودة ايضاً تساعدنا في اعتقال ارهابيين او تسليمنا معتقلين، فدوى انفجار هائل دمر واجهة المبنى وتساقط الزجاج المهشم علينا". واصيب تلاميذ المدرسة المجاورة بحال من الهلع نتيجة الدمار واصابة العشرات منهم. وقالت الطالبة ناز عمر شفيق، في الخامس الابتدائي، وقد اصيبت في ساقها ورأسها نتيجة تطاير الشظايا وتكسر الزجاج"كنا في الدرس الاخير ولم نسمع سوى صوت انفجار وانتشار الزجاج والدخان في القاعة". واضافت"شاهدت زميلتين قرب النافذة سقطتا ارضا والدماء تسيل منهما ولا يستطعن الكلام فشعرت بالخوف ورددت الله اكبر، اريد امي اريد ابي وتطلعت فرأيت الكتب ممزوجة بالدماء". وقالت الطالبة في الرابع الابتدائي بثينة محمود"كنت في باحة المدرسة ولم اشاهد سوى النيران بعدما سمعت دوياً هائلاً فتعالى صراخ المعلمات والتلميذات، وحينما خرجنا شاهدت تلميذات على الارض والنيران تتصاعد من اجسادهن". واضافت ان التلاميذ كانوا"على وشك انهاء الدوام واختلط الدم بملابسهم زرقاء اللون". بدورها، تقول المدرسة وفيقه عبدالله نوزاد"كنا في غرفة الادارة فسمعنا انفجاراً اسقطنا من المقاعد وحطم الزجاج وبدأ الدم يسيل من رأسي وفمي. لا اعلم لماذا تستهدف مدرسة او مركز امني قرب مدرسة اطفال". وغصت ساحة المستشفى بالتلاميذ الجرحى ولم يكن بإمكان فرق الاسعاف تقديم العلاج سوى للحالات الصعبة لأن العديد من الاطفال كانت اصاباتهم بالرأس والبطن والساق. ويقول المسعف شيرزاد عبدالله محمود من مستشفى كركوك باكياً ان"امكاناتنا لا تسمح لنا بمواجهة هذا الكم الهائل من الجرحى فهي ضعيفة وقديمة". وكان انتحاري يقود شاحنة محملة طحيناً ايضاً فجر نفسه في احد احياء مدينة تلعفر الثلثاء الماضي ما اوقع حوالى 152 قتيلا و340 جريحا فضلا عن تدمير اكثر من 100 منزل و50 سيارة، في أعلى عدد من الاشخاص يقتلون في هجوم واحد منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق قبل أربعة أعوام. وفي بغداد، قتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصيب حوالي عشرة بجروح في انفجار سيارة مفخخة أمس في منطقة البياع جنوب غربي العاصمة. وأوضح مصدر أمني ان"السيارة المفخخة كانت متوقفة قرب مبنى محكمة البياع". وفي الخالص 80 كلم شمال بغداد، قال القائمقام احمد الخدران ان"خمسة اشخاص قتلوا واصيب 12 بجروح في انفجار عبوة ناسفة في سوق شعبية وسط المدينة". وفي العمارة 365 كلم جنوببغداد، اعلن مصدر في الشرطة"مقتل ضابط في الجيش العراقي عندما اطلق مسلحون النار عليه بينما كان يستقل سيارته في الحي الصناعي"جنوبالمدينة. وفي الكوت 175 كلم جنوببغداد، اعلن مصدر عسكري"مقتل جندي برصاص مسلحين مجهولين في منطقة بدرة شرق الكوت". الى ذلك، عثرت الشرطة العراقية أمس على جثث 21 شخصاً في منطقة المرادية الشيعية محافظة ديالى بعد ان خطفهم مسلحون عند نقطة تفتيش وهمية على الطريق بين بعقوبةوبغداد عصر الاحد واقتادوهم الى جهة مجهولة في واحدة من أكبر عمليات الخطف منذ أشهر. وقال قائمقام الخالص احمد الخدران ان"الشرطة عثرت على 21 جثة تعود الى عمال في سوق الشورجة في بغداد كانوا في طريق عودتهم الى قريتهم جيزاني الامام عندما خطفهم مسلحون في منطقة الغالبية شمال غربي بعقوبة". واضاف ان"الجثث كانت مقيدة الايدي ومعصوبة الاعين وقتل اصحابها بطلقات نارية في الرأس، اي على طريقة الاعدام". وتابع"ان القتلى هم من الشيعة". من جهته، قال مصدر طبي في مستشفى الخالص 80 كلم شمال بغداد ان"قسم الطوارئ تسلم 21 جثة الاثنين". على صعيد آخر، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان جنديا بريطانيا توفي الأحد متأثرا بجروح اصيب بها في اطلاق نار استهدف دوريته في البصرةجنوبالعراق. وبذلك يرتفع الى 135 عدد العسكريين البريطانيين الذين قتلوا في العراق منذ غزو هذا البلد في آذار مارس 2003 من جانب التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، بينهم 104 قتلوا خلال عمليات عسكرية.