عام 1950 تقدم وزير الخارجية الفرنسي روبرت شومان بمبادرة شراكة أوروبية كان الهدف منها احتواء العملاق الألماني، وأدت الى ولادة السوق الأوروبية المشتركة، وكانت نواتها ست دول عقب معاهدة روما عام 1957، ومنذ ذاك والأوروبيون يسعون لتوسيع الاتحاد وتمتينه. ولم يأت هذا الإنجاز على طبق من ذهب، لكن مراحل التوسع تدل على التسامح الأوروبي بين شعوب دوله والتطلع الى المستقبل، وأصبح عدد دول الاتحاد حالياً 27 دولة. وكان القرن العشرون قرن سايكس - بيكو، وعد بلفور، النكبة والنكسة، حربي الخليج الأولى والثانية، ومع هذه الفواجع كلها كان القرن الذي نالت الدول العربية فيه استقلالها، وبدأ القرن ال21 بربط الإرهاب بالعرب والمسلمين وبسقوط بغداد والتحدي الإيراني للولايات المتحدة، إسرائيل والمجتمع الدولي. لا ندري ماذا سيحصل لنا كأمّة فالعلمُ عند الله ولكن خوفي أن يكون هذا القرن الذي تفقد فيه الدول العربية استقلالها. ان الطريق الى الوحدة العربية كانت ولا تزال وستظل معقدة، المخاطر والمؤامرات التي تُحبَك على هذه الأمة أخطر وأعقد مما مضى، العراق ومُخلفاته من جهة وإيران وطموحاتها من جهة أخرى. كم أتمنى أن تصدر مبادرة من أي وزير خارجية دولة عربية على غرار مبادرة شومان. ... الحلم الأوروبي أصبح حقيقة، من دول دمرتها حربان عالميتان الى أقوى اتحاد في القرن ال21، أما أحلامنا فهي مجرد كوابيس. هل الفرق بيننا وبينهم جيني أم نحن أمة مكتوب لها ألا ترى النور؟... همام الكيلاني - بريد الكتروني