قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي تسعة فلسطينيين خلال الساعات ال24 الاخيرة، في تصعيد خطير شمل مدن جنين ونابلس ورام الله في الضفة الغربية، وايضا شمال القطاع الذي نفذت فيه طائرات الاحتلال غارة جوية جديدة هي الثانية منذ اعلان التهدئة الهشة الحالية قبل نحو ستة أشهر. وتوعدت فصائل المقاومة الفلسطينية بضرب الاهداف الاسرائيلية في كل مكان والانتقام لدماء الشهداء، مسقطة من حساباتها كل الخيارات باستثناء خيار المقاومة. وسقط آخر الشهداء كريم زهران 14 عاما في مدينة رام الله ظهر امس. وقبل ذلك قتلت قوات الاحتلال ناشطيْن في"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"، في عملية نفذتها في مدينة نابلس شمال الضفة صباح امس. وقالت مصادر فلسطينية ان الناشطين فضل نور 23 عاما وأمين لبادي 25 عاما قتلا برصاص قوات الاحتلال بعدما حاصرت منزلاً كانا يتحصنان به في مدينة نابلس. واصيب جندي اسرائيلي في اشتباك وقع بين قوات الاحتلال والمسلحين المتحصنين في المنزل بعدما فجرا عبوة ناسفة واطلقا النار على جنود الاحتلال. وجاء استشهاد الثلاثة امس بعد ساعات قليلة على استشهاد ستة آخرين ليل السبت - الاحد في مدينة جنين شمال الضفة وشمال قطاع غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية ان قوات الاحتلال قتلت هدى برغيش 17 عاما اثناء عملية عسكرية توغلت خلالها قوات الاحتلال في مخيم جنين للاجئين. واوضحت مصادر محلية ان الفتاة كانت تراجع دروسها المدرسية قرب نافذة منزلها عندما اطلقت قوات الاحتلال وابلاً من الرصاص في المنطقة اثناء توغلها في المخيم. وجاء مقتل الفتاة برغيش بعد مقتل خمسة آخرين، احدهم شمال القطاع عندما اطلقت طائرة حربية اسرائيلية صاروخاً على سيارته فأردته قتيلاً. وقالت مصادر فلسطينية ان الناشط في"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الاسلامي"كمال عنان 37 عاما قتل في الغارة الجوية، وهي الثانية منذ اعلان التهدئة الهشة الحالية في 26 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وقالت سلطات الاحتلال ان طائرة حربية اسرائيلية اطلقت صاروخاً على سيارة كانت تحمل قاذف صواريخ بعد قليل على اطلاق عدد من الصواريخ محلية الصنع على بلدة"سديروت"داخل الخط الاخضر، ما ادى الى اصابة ستة فلسطينيين بعضهم بجروح. اما الشهداء الاربعة الآخرون، فسقطوا في وقت سابق من مساء السبت في جنين. وقالت مصادر محلية ان الناشطين في"كتائب الاقصى"عباس الدمج 25 عاما واحمد عيسى 27 عاما، والناشط في"سرايا القدس"محمود أبو جليل 23 عاما قتلوا في عملية اسرائيلية في المدينة جرى خلالها تبادل لإطلاق النار. كما قتلت قوات الاحتلال الشرطي محمد عابد 22عاما في جنين ايضا مساء السبت. وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في 17 الشهر الماضي الى 23 شهيداً وعشرات الجرحى. هنية يستنكر وفي ردود الفعل الرسمية على التصعيد الاسرائيلي، استنكر رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية"جرائم القتل واغتيال كوادر المقاومة الفلسطينية". وقال في تصريح تلقت"الحياة"نسخة منه ان"هذه الجرائم دليل متجدد على وحشية الاحتلال ورغبته في الاستمرار في مسلسل التصفية في محاولة يائسة لكسر ارادة الشعب الفلسطيني وفرض شروط الاستسلام والاذعان عليه، وتأكيد على سياسة الخداع التي تمارسها قيادة الاحتلال عبر اللقاءات المكوكية". واضاف ان"شعبنا سيزداد ثباتا وصمودا امام حملات العدوان من اجتياحات وحصار واعتقالات واغتيالات". وتوجه الى"الاشقاء العرب باتخاذ خطوات عاجلة في كسر الحصار ردا على سياسة العدوان وقطع الطريق امام أي محاولات للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي". أبو ردينة يندد وندد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة بالتصعيد الاسرائيلي، واعتبره"محاولة اسرائيلية لضرب التهدئة الهشة وعدم شمولها الضفة". ورأى ان عودة اسرائيل الى سياسة الاغتيالات"تهدف الى تقويض الجهود المبذولة لاحياء عملية السلام بعدما اعادت قمة الرياض تفعيل مبادرة السلام العربية. والفصائل تتوعد وقالت حركة"الجهاد"في بيان لها امس ان"كل الخيارات ساقطة سوى خيار المقاومة والجهاد". واعلنت رفضها"عقد أي لقاء مع قادة العدو تحت أي مبرر كان لان هذه اللقاءات تشكل غطاء للعدوان الصهيوني"، في اشارة الى اللقاءات المزمع عقدها بين وفد عربي ومسؤولين اسرائيليين. كما دعت الأمتين العربية والاسلامية الى"رفض الاستسلام للضغوط الاميركية الساعية لخلق اصطفاف عربي واسلامي مع الرؤية الاميركية لانهاء الصراع على حساب الثوابت والحقوق"الفلسطينية. في غضون ذلك، دعت"كتائب الاقصى"مقاتليها الى"ضرب العدو الاسرائيلي بلا هوادة او تفرقة بين مدني وعسكري كونهم اهدافا مشروعة امام بنادق كتائب الاقصى". واعلنت في بيان لها"حال الاستنفار القصوى على امتداد الوطن"، متوعدة بأن يكون ردها على اغتيال قادتها في الضفة"مؤلماً". بدوره، حض الناطق باسم"حماس"فوزي برهوم الفلسطينيين على"التوحد ونبذ الفرقة والابتعاد عن مواطن الخلاف وتمتين الجبهة الداخلية لمواجهة الهجمة الاسرائيلية المبرمجة التي تستهدف كل مكونات المجتمع الفلسطيني". ودعا"كتائب القسام"وفصائل المقاومة الاخرى الى"التوحد والتخندق في خندق المقاومة واستخدام كل اساليب المقاومة للرد على مجازر الاحتلال بطريقة تشفي صدور قوم مؤمنين وتثبت الامل في نفوس اهالي الشهداء والاسرى والمجاهدين". وطالب عباس"بوقف كل اللقاءات مع الاسرائيليين و"التخندق خلف خيار الشعب الفلسطيني والمقاومة". ورأت"فتح"ان اسرائيل تعمل على"افشال جولة عباس الاوروبية وتدمير اتفاق مكة من خلال استدراجها فتح والجهاد للرد على جرائم الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال". وقال الناطق باسمها جمال نزال ان هدف الاغتيالات"عرقلة المستوى السياسي الفلسطيني ميدانياً لخلق انطباع بأن اتفاق مكة لا يعبر عن شيء، ما يبقي الحصار مفروضاً"، معتبرا ان"العالم بدأ يتفهم ان وقف العمليات داخل اسرائيل واستمرارها في اماكن الوجود العسكري الاسرائيلي في الجانب الفلسطيني من الخط الاخضر هو حق كفله الملحق الاول لاتفاقية جنيف الرابعة".