خضع الطالب الكوري الجنوبي الذي قتل 32 شخصاً في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، لعلاج في عيادة للأمراض العقلية، وسجل شريط فيديو أرسله الى محطة تلفزيونية في اليوم الذي ارتكب فيه المجزرة، ما يثبت بأنه"مختل عقلياً". وأثار عرض الشريط وصور أرسلها الطالب صدمة في الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول أمن الحرم الجامعي إن شرطة الجامعة كانت تعلم بأنه يعاني من اضطرابات نفسية. وكان تشو سيونغ هوي 23 سنة أرسل وثائق وصوراً له وهو يحمل سلاحاً إلى قناة"ان بي سي"الأميركية قبل ارتكاب المجرزة الاثنين الماضي. وتلقت المحطة التلفزيونية الوثائق الأربعاء. واحتوى الطرد على 1800 كلمة لاذعة تعبر عن غضب شديد وعن الإعجاب بالطالبين اللذين ارتكبا في العام 1999 مذبحة في مدرسة كولومبين العليا. وفي مشهد مسرحي ممتعض كان يتحدث خلاله بمفرده الى الكاميرا مباشرة خلط تشو البراهين الدينية بالاشمئزاز مما سماه مذهب المتعة المحيط به. وقال الطالب الكوري الجنوبي في أحد الأشرطة:"بفضلكم سأموت كما السيد المسيح كي ألهم أجيالا من الضعفاء والعزل. عندما حان الوقت فعلتها. كان لزاماً علي". وأظهر تصوير الفيديو الطالب وهو يتحدث أمام خلفيات عديدة وبتعبير صارم على وجهه بينما أظهرته صور واقفاً للتصوير مع أسلحة، منها البندقيتان اللتان استخدمهما ، في ما يبدو، في القتل ومطرقة ومدية. وقال:"دفعتموني الى الانطواء ولم تتركوا لي سوى خيار واحد. كان هذا قراركم والآن أيديكم ملطخة بالدماء". وأضاف:"كانت أمامكم مئات الخيارات والسبل لتفادي المجزرة التي وقعت اليوم الاثنين لكنكم قررتم هدر دمي"، مشيراً إلى أنه"لم اكن أريد الإقدام على ذلك. كان بإمكاني الرحيل او الفرار لكنني قررت التوقف عن الهرب. فالفرار المستمر ليس لي". وأضاف:"سيارتك المرسيدس لا تكفي وأنت طفل مزعج. قلاداتك الذهبية ليست كافية وانت تتكبر. ودائعك المالية لن تكفي. شرابك المسكر من الفودكا والكونياك لن يكفي. كل اغواءاتك غير كافية. هذه لن تكفي لإشباع حاجاتكم الخاصة بالمتعة. فلديكم كل شيء." ولم يميز القاتل بين ضحاياه. فقد قتل طالبين لبنانيين وطالباً بيروفياً واستاذة كندية وأستاذين يهودياً وهندياً. وهو تعرض للتحقيق معه في أواخر 2005 بتهمة ملاحقة زميلاته الطالبات. وصرح رئيس شرطة الجامعة وينديل فلينتشوم ان طالبتين اشتكتا لشرطة الجامعة من سلوك تشو، مشيراً إلى أن الطالبتين رفضتا رفع دعوى ضده، لكنه أحيل على المجلس التأديبي في الجامعة. كما قال فلينتشوم إن أحد أصدقاء تشو أعرب عن مخاوفه من أن يقدم على الانتحار، فقررت الشرطة في حينه إحالته على طبيب نفسي قرر إدخاله الى عيادة للأمراض العقلية. وأضاف:"مذذاك لم أتلق أي تقارير أو معلومات جديدة عن تصرف تشو". وفي خريف 2005 أعربت لوسيندا روي المسؤولة السابقة عن قسم اللغة الإنكليزية عن قلقها لمضمون فروض تشو. وقال فلينتشوم ان"النصوص لم تكن تتضمن أي تهديد ولم تشر الى أي نية في ارتكاب جريمة". لكن لوسيندا روي أعلنت أن المسرحيات التي كان يشارك فيها تشو كانت"مقلقة"اذ كان يتحدث فيها عن قتل استاذ او عن الحقد الذي كان يكنه لزوج والدته. في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية عن جد تشو قوله إن حفيده كان"شاباً هادئاً وذكياً"وانطواؤه على نفسه كان"يثير قلق والديه". وأضاف انه رأى تشو آخر مرة في العام 1992 قبل ان تهاجر الأسرة الى الولاياتالمتحدة، وكان آنذاك في السابعة من العمر.