اتهمت الولاياتالمتحدةايران بتحدي المجتمع الدولي، وحذرت من أنها تخاطر بالتعرض لمزيد من العزلة بعدما افادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها بدأت صنع الوقود النووي في منشأتها لتخصيب اليورانيوم، كما اتهمت واشنطنطهران بممارسة أنشطة تساهم في زعزعة الاستقرار في العراق وأفغانستان، فيما عرضت إيران مرة أخرى على الغرب الدخول في محادثات بناءة في النزاع النووي. وقال غوردون جوندرو الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي:"رسالة الوكالة الدولية تظهر استمرار تحدي الحكومة الإيرانية للمجتمع الدولي. فزعماء إيران مستمرون في قيادة شعبهم الأبي على الطريق نحو مزيد من العزلة"، مضيفاً:"يرى زعماؤهم هذا تقدماً لكنه ليس إلا خطوة إلى الوراء. فبدلاً من الإذعان لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فإن أفعال إيران قد لا تجلب لهم إلا مزيداً من العقوبات". وأفادت وثيقة سرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية حصلت"الحياة"على نسخة منها بأن إيران بدأت إنتاج وقود نووي في مصنعها لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض لتزيد من تحديها للأمم المتحدة. وكان نائب المدير العام لشؤون الضمانات أولي هاينون وجه الوثيقة قبل يومين إلى ممثل الجمهورية الإسلامية لدى الوكالة علي أصغر سلطانية مطالباً فيها إيران بأن تسمح للوكالة القيام بعمليات تحقق وتفتيش في مفاعل آراك في أقرب وقت ممكن. وبحسب الوثيقة، فإن إيران"باشرت بتشغيل ثماني سلاسل تعاقبية في محطة إثراء الوقود النووي الموجودة في ناتانز وحقنها بكميات من غاز سادس فلوريد اليورانيوم". كما تشير الوثيقة إلى أن طهران أبلغت الوكالة في وقت سابق من الشهر في رسالة رسمية عودتها عن قرار السماح لخبراء الوكالة بالتحقق من طبيعة النشاطات الجارية في مفاعل أراك للبحوث النووية بحجة أن"المرفق ما زال في مراحل تشييده الأولى وما زال بعيداً جداً عن تلقيه أية مواد نووية". وتلمح الرسالة إلى أن الخطوة الإيرانية تمثل"مخالفة"لنص اتفاق الضمانات المبرم معها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي باعتبار أن المادة 39 منه تؤكد عدم إمكان"تعديل الترتيبات الفرعية المتفق عليها من جانب واحد فقط". جاء ذلك فيما قال مسؤولون كبار في الحكومة الأميركية أن العقوبات الأميركية الموجهة وغيرها من العقوبات المالية تترك أثراً كبيراً على اقتصاديات إيران وكوريا الشمالية، لكن أعضاء في الكونغرس حضوا على فرض مزيد منها، ولاسيما على إيران. وفي جلسة للجنة الفرعية للشؤون الخارجية الخاصة بالارهاب في مجلس النواب الأميركي، اقترح مشرعون ان تدرس الخزانة الاميركية إدراج مزيد من المصارف الإيرانية المملوكة للدولة على القائمة السوداء، في محاولة للضغط على طهران من أجل إنهاء برنامجها النووي. واشاد النائب الاميركي براد شيرمان الديموقراطي عن كاليفورنيا الذي يرأس اللجنة الفرعية بهذه الخطوة، لكنه قال:"نود ان نعرف لماذا لا نفعل هذا مع كل المصارف الايرانية". وقال نائب مساعد وزير الخزانة دانيال غلاسر إن الضغوط المالية على إيران وكوريا الشمالية كانت فعالة في عرقلة أنشطة البلدين في مجال الأسلحة النووية. ودعا النائب ادوارد رويس عن كاليفورنيا، اكبر الجمهوريين في اللجنة، إلى توسيع الحظر الذي تفرضه الخزانة على مصرفي"صباح"و"صادرات"، ليشمل أكبر اربعة مصارف ايرانية نظراً الى"موقف هذا النظام"وتصميمه على اكتساب اسلحة نووية. جاء ذلك فيما حذرت أوساط مقربة من رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني هاشمي رفسنجاني من ان يكون"الصمت النسبي في وسائل الاعلام الغربية امام الخطوة النووية الايرانية الجديدة بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة ويمهد لتحرك في الظلمة واقرار عقوبات واسعة ضد الشعب الايراني . ودعت المصادر النظام الإيراني إلى التخطيط لمواجهة العدو، وطالبت الديبلوماسية الايرانية"بالتعاطي الايجابي مع آراء الدول الصديقة حول قرارات العقوبات، والأخذ بها". في غضون ذلك، عرض وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس مرة أخرى على الغرب الدخول في محادثات بناءة في النزاع النووي، في وقت اتهم الأميرال الأميركي وليام فالون، المكلف العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، إيران بممارسة أنشطة تساهم في زعزعة الاستقرار في العراق وأفغانستان، وإن ترك الباب مفتوحاً أمام الحوار. وقال متقي خلال زيارة للعاصمة الفنزويلية كراكاس:"الدول الغربية تدرك أن ايران لن تتخلى عن حقها في السعي إلى امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية، وحتى التهديدات بإجبارنا على التخلي عن هذا الحق حُيّدت بفضل المقاومة الوطنية والديبلوماسية النشطة". واضاف:"العديد من المسؤولين من الغرب ادركوا فعلاً أن إيران لن توقف عملية تخصيب اليوارنيوم، ولهذا نأمل في انهم سيعودون إلى طاولة المفاوضات للدخول في محادثات جدية وبناءة". وفيما دعا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس خلال لقاء مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت في إسرائيل، الى إيجاد حل ديبلوماسي للملف النووي الإيراني إذا كان"البرنامج النووي الإيراني لم يصل الى مرحلة لا يمكن الرجوع عنها"، قال الأميرال فالون من واشنطن:"لا شك ان إيران تقوم بأنشطة تساهم في شكل خاص في زعزعة الاستقرار في كل من العراق وأفغانستان"، معتبراً أن"إيران تتصرف في شكل سييء خصوصاً في الحادث الأخير مع عناصر البحرية البريطانية. تصرف طهران كان كرعاة البقر لا يمت بصلة الى الدور الذي تفيد بأنها تنوي القيام به وهو ان تصبح دولة محورية في المنطقة". جاء ذلك بعدما أعلن رئيس اركان الجيوش الاميركية المشتركة الجنرال بيتر بايس ان قوات التحالف في افغانستان اعترضت شحنة من مدافع الهاون ومتفجرات ايرانية الصنع موجهة لحركة طالبان.