قالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس إن إيران قد تبحث ارسال مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج وهو ما يشير الى تخفيف محتمل في معارضتها لخطة تهدف الى تهدئة مخاوف الغرب بشأن طموحاتها النوية. وبدا وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الاسبوع الماضي رافضا لمسودة اتفاق صاغتها الاممالمتحدة تنص على ارسال ايران لمخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج لاعادة معالجته. لكن رامين ميهمانباراست المتحدث باسم وزارة الخارجية قال أمس إن إيران ليست معارضة لارسال مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج ولكنها تريد “ضمانات بنسبة مئة بالمئة” باستلام وقود عالي التخصيب في المقابل من أجل مفاعلها للأبحاث الطبية. وحثت القوى الكبرى ايران يوم الجمعة على قبول الاقتراح الذي توسطت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وحذر الرئيس الامريكي باراك اوباما ايران من امكانية تعرضها لمزيد من العقوبات. وقال ميهمانباراست في مؤتمر صحفي “لم يقل أحد في إيران اننا ضد ارسال اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 بالمئة للخارج. تحدثنا عن عملية ارسال الوقود”، وأضاف “إذا قلنا اننا نبحث عن ضمانات بنسبة مئة بالمئة فهذا يعني أننا نريد أن يرسل اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 بالمئة للخارج في ظل ظروف تجعلنا متأكدين من أننا سنتسلم الوقود المخصب بنسبة 20 بالمئة”. ويقول بعض المحللين ان الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد يؤيد الاتفاق كوسيلة لتعزيز شرعيته بعد اعادة انتخابه لكن خصومه الداخليين يسعون لتقويضه بانتقاد الاقتراح، ويشتبه مسؤولون غربيون أيضًا في ان ايران تحاول كسب الوقت وتجنب التعرض لمزيد من الاجراءات العقابية بعرض اجراء مزيد من المفاوضات حول خطة الوقود النووي بينما تمضي قدمًا في انشطة التخصيب النووية. وقال سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الايرانيين بحسب ما نقله تلفزيون العالم الايراني الناطق بالعربية “تريد الجمهورية الاسلامية الايرانية ضمانات موضوعية لتبادل الوقود من اجل مفاعلها في طهران”. ونقل تلفزيون (برس تي في) الايراني الناطق بالانجليزية عن ميهمانباراست قوله ان احد الضمانات قد يكون تبادل الوقود داخل ايران. كما كرر تصريحات ادلى بها مسؤولون اخرون بان ايران قد تشتري الوقود الذي تحتاجه لمفاعل طهران او تنتجه بنفسها. وقال متقي الاسبوع الماضي “بكل تاكيد لن نرسل وقودنا المخصب بنسبة 3.5 بالمئة الى الخارج لكن يمكننا النظر في تبادله في وقت متزامن مع وقود نووي داخل ايران”، ورفضت الولاياتالمتحدة مطالب ايرانية لادخال تعديلات على الاتفاق واجراء المزيد من المحادثات بشأنه. وقال اوباما ان الوقت ينفد امام الدبلوماسية لحل النزاع النووي الطويل الامد. وقال جليلي ان تزويد مفاعل طهران بالوقود ليس قضية سياسية وان لا صلة له بمحادثات ايران مع القوى العالمية الست وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا والصين وروسيا، وقال “انها قضية تجارية. طلبت ايران من الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) ان تزوده (الوقود النووي) لايران”، وتابع “اذا كان لا يمكنهم تزويد الوقود في موعده وعلى اساس الطلب الايراني.. فلدينا خيارات اخرى للحصول على الوقود”. من جهة أخرى ذكرت وسائل اعلام أمس ان صحيفة شعبية محسوبة على التيار المحافظ وتنتقد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اغلقت لنشرها صورة لمعبد خاص بالعقيدة البهائية المحظورة، وفي الوقت ذاته ذكرت صحيفة اعتماد ان ناشري صحيفة اخرى تدعى خبر مرتبطة بخصم لنجاد في تيار المحافظين قالوا انهم قرروا وقف النشر نتيجة ضغوط غير محددة. ونقلت اعتماد عن محمد علي رامين نائب وزير الثقافة قوله ان كلتا الصحيفتين خالفت قوانين الاعلام وتلقت تحذيرات من الجهة المشرفة على الصحافة بالبلاد، وربما يرى معارضو الحكومة أن مثل هذا الاجراء من قبل السلطات محاولة لتكميم اصوات النقد للرئيس المحافظ بعد اعادة انتخابه في انتخابات متنازع عليها في يونيو حزيران وهي الانتخابات التي اغرقت البلاد في ازمة سياسية استمرت شهورًا. وفي وقت سابق من الشهر الجاري حظرت الهيئة المشرفة على الصحافة اصدار صحيفة سارمايه الاقتصادية اليومية الكبيرة التي كانت تنتقد سياسات الحكومة الاقتصادية. وذكرت وسائل الاعلام ان صحيفة همشهري التابعة لبلدية طهران وهي الصحيفة الاكثر توزيعًا في ايران اغلقت بعد ان نشرت اعلانًا في الصفحة الاولى يروج للسياحة في الهند ويتضمن صورة لمعبد بهائي، وتعتبر المؤسسة الدينية الشيعية في ايران العقيدة البهائية هرطقة. وينظر لرئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وهو محافظ براجماتي على انه خصم سياسي لنجاد. وينظر لصحيفة خبر على انها مقربة من علي لاريجاني رئيس البرلمان وهو خصم محافظ آخر للرئيس.