عندما عُرض فيلم "لما حكيت مريم" في مهرجان الإسكندرية منذ سنوات، سال حبر حول موهبة مخرج العمل اللبناني أسد فولادكار وقدرته على إدارة ممثليه. وتوقع له كثر أن يدخل السينما المصرية من الباب العريض، إلا أنه اختار مجال "الست كوم" من خلال مسلسل "راجل وست ستات" الذي أنهى جزءاً كبيراً من حلقاته. وحول اختياره لإخراج هذا العمل يقول: "إن ترشيحي لهذا المسلسل جاء من قبل الشركة المنتجة، وقد رحبت بشدة بالعمل في مصر وإخراج مسلسل كوميدي في حلقات منفصلة متصلة، تصور بطريقة"الست كوم"الأميركي، أي بحضور جمهور يتفاعل مع الأحداث، من دون الابتعاد عن النهج المصري، بما أننا نخاطب الجمهور المصري والعربي. وأرى ان المستقبل سيكون لهذه النوعية من المسلسلات. أما الحبكة فتدور حول شاب متزوج حديثاً، ويعيش في منزل مع حماته وأمه وشقيقات زوجته، ما يضعنا امام مجموعة مواقف كوميدية متفرقة ناجمة عن المواجهات بينه وبين النساء". وعما إذا كان وجد صعوبة في التعامل مع الفنانين المصريين، خصوصاً أنها تجربته الأولى، يقول المخرج اللبناني :"البداية غالباً ما تكون صعبة، ولكن سرعان ما تفاهمت معهم، خصوصاً مع النجم أشرف عبد الباقي الذي استمتع بالعمل معه لأنه فنان متميز يحرص على نجاح عمله. أضف الى ذلك أنني من عشاق الدراما المصرية، وأعرف الفنانين المصريين جيداً، سواء من خلال الأعمال المصرية أو من خلال لقاءاتي بهم في مهرجان القاهرة السينمائي الذي أحرص على حضوره باستمرار". ورداً على سؤال عن اختيار فريق العمل وتدخل الجهة المنتجة في فرض أسماء معينة، يجيب:"لكي أكون صادقاً لا بد أن أقول إن شركة الانتاج رشَّحت لي بعض الاسماء، ولكن بعد مناقشات كثيرة اخترت من يصلح للأدوار. وهذا لا يعد تدخلا في عمل المخرج كما يردِّد بعضهم لأن الكلمة الأخيرة تكون لي. وإذا نظرت الى السينما العالمية تجد أن شركات الانتاج ترشِّح مجموعة من النجوم كي يختار من بينهم المخرج من يراه مناسباً للدور". ويشير الى أنه بعد تخرجه من جامعة بوسطن في الولاياتالمتحدة سافر الى سيدني وعمل مساعد مخرج في أكثر من عمل كوميدي، "من هنا عندما طُرح اسمي لإخراج المسلسل فكرت في ان أنقل خبرتي التي تعلمتها في الغرب الى مصر، ولكن بأسلوب شرقي لكي يتقبلها الجمهور العربي". ويضيف:"لا يختلف"الست كوم"عن المسلسلات الأخرى إلا في مدته التي لا تزيد عن 20 دقيقة، وتتضمن مجموعة من الأحداث الخفيفة، يطلق عليها اسم كوميديا الموقف. وهي نوعية تعد جديدة في المنطقة العربية، لكن الجمهور بدأ يتقبلها أخيراً، بدليل نجاح مسلسل"تامر وشوقية"الذي عرض في رمضان الماضي". وعن ابتعاد لبنان عن ساحة المنافسة الدرامية يقول:"لبنان كان من الدول الرائدة في مجال الدراما التلفزيونية، ولكن لا بد من الاعتراف بأن الحرب الاهلية التي امتدت سنوات طويلة شلّت حركة الدراما وأبعدتها عن الساحة، ولكن أخيراً بدأت الدراما اللبنانية تستعيد رونقها، لكنها لم ترق بعد الى المستوى الذي نأمله، على عكس مجال المنوعات الذي يتقدم فيه لبنان، ويعد في طليعة دول المنطقة في هذا المجال".