أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ناتو ياب دي هوب شيفر عن قلقه من التهديد الذي يمكن أن تشكله الصواريخ الإيرانية لأوروبا، في حين قال وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزيف يونغ إن أحدث تطورات البرنامج النووي الإيراني تؤكد ضرورة نشر درع مضاد للصواريخ لحماية أوروبا من أي هجمات. وقال دي هوب شيفر في حديث نشرته صحيفة"بيلد"الألمانية إن"جهود إيران لامتلاك قدرات نووية تثير قلقا شديداً للمجتمع الدولي برمته، ولا نستطيع أن نتجاهل أيضاً أن إيران اختبرت صواريخ يبلغ مداها 1800 كلم وتستطيع الوصول إلى أوروبا". وأضاف أن"هذه الخلاصات ستندرج في طبيعة الحال في مناقشاتنا حول إنشاء نظام دفاعي مضاد للصواريخ". واقترح الأميركيون التعاون مع روسيا لإنشاء درع مضادة للصواريخ في بولندا، وكانت الخطط الأميركية أثارت اعتراض موسكو على رغم تشديد واشنطن على أنها غير موجهة ضد روسيا بل ضد تهديد"دول مارقة"مثل إيران. ويناقش المجلس المقبل الذي يضم دول الحلف الأطلسي وروسيا قضية الدرع المضادة للصواريخ، وسيلتئم في 19 نيسان أبريل الجاري. وتعتبر برلين أن بحث هذا الموضوع ينبغي أن يتم داخل الحلف الأطلسي وبينه وبين روسيا. وأثارت الخطط الأميركية في أوروبا خصوصاً في ألمانيا قلقاً وجدالاً ذلك أن البعض يرى فيها عودة لواشنطن إلى مفاهيم الحرب الباردة فيما رأى آخرون أنها مبررة بالكامل. وقال وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزيف يونغ إن تطورات البرنامج النووي الإيراني تؤكد ضرورة نشر درع مضادة للصواريخ لحماية أوروبا من أي هجمات، وإن لفت إلى أن طهران لا تزال بعيدة للغاية من مرحلة امتلاك سلاح نووي. وأضاف:"لابد من اتخاذ إجراءات وقائية في الوقت المناسب ضد الزيادة المتوقعة في مدى الصواريخ الهجومية التي تحوزها بعض الدول المثيرة للمشاكل، حتى لو كان الأمر متعلقاً بتطورات على المدى البعيد". وتفادى الوزير ذكر إيران مباشرة، لكن كان من الواضح أن الدول التي يقصدها تشمل إيران وكوريا الشمالية. وقال يونغ:"يمكن أن نبذل أقصى ما في وسعنا لمنع إيران من أن تجمع بنجاح بين الصواريخ البعيدة المدى والأسلحة النووية. وأمل أن نتمكن - الولاياتالمتحدة وأوروبا وروسيا والصين - من تحقيق ذلك ديبلوماسياً". وفي كييف، أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو الموالي للغرب أن بلاده لا تنوي دراسة فكرة نشر درع أميركية مضادة للصواريخ على أراضيها. وقال يوتشينكو:"لا، هذه المسالة لم تطرح وأوكرانيا لا تنوي بحثها". وكان يوتشينكو اتهم من قبل خصومه بالسعي إلى نشر عناصر من الدرع الأميركية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة بعد قبول بولندا المجاورة وجمهورية تشيخيا التفاوض على نشر هذا النظام على أراضيهما.