أعلن الأمين العام لحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر أمس، عن أنه لم يفقد الأمل في إقناع روسيا بالعودة عن قرارها تعليق مشاركتها في معاهدة القوات التقليدية في أوروبا، رمز انتهاء الحرب الباردة. وقال دي هوب شيفر في مؤتمر صحافي في طوكيو:"انه أمر مؤسف. أمر مؤسف"، معلقاً:"إن حلفاءنا تحلّوا بالمرونة خلال الأسابيع والأشهر المنصرمة... وللأسف، لم نجد أن هذه المرونة أخذت حقها في المقابل، من جانب أصدقائنا الروس". وأضاف:"عليهم ان يتحركوا، لا يمكننا أن ننتظر تحرك أعضاء الحلف الأطلسي. المبادرات والمرونة ينبغي أن تأتي من الجانبين. لم افقد الأمل بعد". وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن اسفه لقرار روسيا تعليق مشاركتها في المعاهدة. وقال:"ان الحكومة تاسف للقرار الأحادي للاتحاد الروسي"بتعليق معاهدة القوات التقليدية في أوروبا، وذلك في بيان مكتوب الى مجلس العموم، مضيفاً:"أن هذا القرار غير مبرر". وتابع ميليباند:"لكننا نعتبر أن الأمن في أوروبا ليس مهدداً بهذا العمل بصورة أساسية أو على الفور". لكن على المدى الطويل، يمكن"أن يؤثر"على استقرار أوروبا الذي"تسهم فيه معاهدة القوات التقليدية"، كما قال. يأتي ذلك بعدما وصف رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أول من أمس القرار الروسي بأنه أمر"غير مقبول على الإطلاق"، داعيا موسكو الى العودة عنه. ومعاهدة القوات التقليدية في أوروبا التي وقعت في 19 تشرين الثاني نوفمبر 1990، في باريس ودخلت حيز التطبيق في 1992، خضعت"لتعديل"في 1999 في اسطنبول بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو. لكن دول الحلف الأطلسي ترفض المصادقة على الصيغة الجديدة، طالما لم تسحب موسكو قواتها من جورجيا، وخصوصاً من مولدافيا، عملاً بالالتزامات التي قطعت في اسطنبول. ومن هنا، جاء إرجاء موسكو لتطبيق هذه المعاهدة. وأعلنت دول الحلف الأطلسي ال26 أنها لن ترد على قرار موسكو، وستواصل، اقله حتى إشعار آخر، تطبيق اتفاق نزع الأسلحة التقليدية المنتشرة من الأطلسي الى الأورال. في بودابست، قال القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأميركية جون رود إن بلاده تحتاج الدرع المضادة للصواريخ لمواجهة ما تعتبر أنه خطر صاروخي متزايد من إيران، وذلك على رغم تقرير الاستخبارات الأميركية الذي رأى أن إيران أوقفت برنامجها النووي عام 2003. وقابل رود ديبلوماسيين روساً في بودابست أول من أمس، لعقد سلسلة من المحادثات، لتبديد مخاوف روسيا حيال أجهزة الرادار والصواريخ الاعتراضية التي تعتزم واشنطن نشرها في الجمهورية التشيخية وبولندا. وقال رود في مؤتمر صحافي:"إننا قلقون من تطور ذلك النوع من القدرات، بغض النظر عن الحمولة سواء كانت تقليدية او نووية او كيماوية او بيولوجية"، مضيفاً:"مازلنا نرى الخطر الصاروخي يتطور ومازال ذلك الخطر ينمو وهو خطر حقيقي".