استطاعت مصممة الأزياء المصرية ماري لويس بشارة ان تكتب اسمها بارزاً بين المصممين العرب الذين يعرضون مبتكراتهم في عاصمة النور باريس. إذ قدمت أحدث تصاميمها في إطار معرض الموضة الجاهزة الباريسي الأخير حيث لاقت موديلاتها النجاح وسط جمهور واسع من محترفي الموضة. وماري لويس 40 سنة هي أكبر بنات مؤسس"مجموعة بشارة لصناعة النسيج"التي يبلغ رأسمالها 32 مليون دولار، والتي تطرح نحو 7 ماركات مختلفة من الثياب تحت شعارها. واستناداً إلى هذا الانتماء العائلي العريق في دنيا الأزياء، شعرت ماري لويس منذ صباها برغبة جامحة الى شق طريقها الفني بأسلوب شخصي. فانتسبت الى كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة حلوان في القاهرة، قبل أن تكمل دراستها في ميدان الموضة في العاصمة الفرنسية حيث التحقت بمدرسة"إيسمود"الشهيرة التي تخرج منها"عباقرة"الأناقة من الذين يرسمون لحسابهم الشخصي أو يعملون في خدمة الدور الفرنسية العريقة. وبدلاً من الاكتفاء بالخبرة التي يمكن اكتسابها في إطار المجموعة العائلية، تدربت ماري لويس لدى دور كبيرة مثل تييري موغلر وبالمان ودانا كوت دازور في فرنسا، ثم بوغنر وبفاف ويونيون سبيشيال في ألمانيا، ثم عادت إلى القاهرة وفي جعبتها كمية من المعلومات، وخصوصاً من الثقة في النفس، سمحت لها بإطلاق مجموعتها الشخصية من الملابس النسائية الجاهزة. وامتد نشاطها إلى ابتكار 7 ماركات تنحدر عن المجموعة الأصلية وتحمل كلها اسم ماري لويس وشعارها. وإثر رواج موديلات تشكيلاتها الموسمية المتتالية منذ العام 1989، فكّرت ماري لويس في إطلاق مجموعة موسمية من فساتين العرس مصنوعة بحسب القياس، أي بأسلوب الأناقة الفاخرة"أوت كوتور"، وأخرى رياضية تتجه إلى النساء اللواتي يمارسن لعبة الغولف خصوصاً، علماً أن موديلات هذه المجموعة تتصف أولاً بالمرونة الضرورية لأي زي رياضي. إلا أن ماري لويس أضافت إلى هذا العنصر، الأناقة الرفيعة وجودة النوعية والأقمشة النبيلة، لتصبح قادرة على منافسة كبريات الماركات المتخصصة بالزي الرياضي على المستوى الدولي. وبين أبرز مبتكرات ماري لويس، المجموعة الموسمية المخصصة للمرأة ذات الجسد الممتلئ، مع الحفاظ التام على مقومات أي مجموعة أخرى من حيث المرونة والجمال والجودة والمستوى الرفيع في اختيار المواد والألوان وأسلوب التفصيل، بحيث تقدر صاحبة الشأن على اختيار أفضل ما يليق بها ويناسب ذوقها، فلا تضطر إلى الاكتفاء بما هو مطروح عليها لدى المحال العادية في قياسها، والذي نادراً ما يضم تشكيلة واسعة من الموديلات الجميلة. وتحمل هذه المجموعة الموسمية الناجحة اسم"بيوتي فول لاين". وترسم ماري لويس تشكيلات نهارية للعطلات وللنزهات الريفية، وأخرى من الملابس الرسمية للمضيفات الجويات مثلاً، أو للعاملات في الفنادق الفاخرة، أو لأي مهنة تتطلب ارتداء الزي الرسمي، وذلك على مستوى الشرق الأوسط. واختارت ماري لويس منذ البداية، أن تقدم تشكيلاتها الموسمية في الديكورات الخلابة التي تطرحها الفنادق المصرية العريقة والمناطق الأثرية ذات التراث الفرعوني، وذلك كي تحيط مبتكراتها بجو ملائم يساعد في اكتشاف تفاصيلها وفي تقدير ثناياها وخباياها على الطريقة المصرية الأصيلة. ونالت ماري لويس جائزة تقديرية من سيدة مصر الأولى سوزان مبارك، لمشاركتها الفعالة في مشروعي تأسيس متحف الطفل المصري، و"دار الأوبرا"المصرية. ومن بين نشاطات ماري لويس الجديرة بالذكر لما تأتي به من نتائج إيجابية على مستوى التراث الشعبي المصري، تأسيسها برنامجاً أوجد 120 وظيفة في ميدان زخرفة الثياب. ويهدف هذا البرنامج إلى تسخير المهارات المصرية في حقل الرسم والتفصيل، بغية الدمج بين الزي الفولكلوري الشعبي المصري والزي الجاهز للارتداء في الحياة اليومية.