نظر الشيخ عبدالستار الريشاوي الى قالب الحلوى الذي أهداه اياه موظفو فندق أقام فيه. على غلاف القالب، كتب : حماك الله من أعدائك وحفظك للشعب العراقي". يقول الشيخ الريشاوي إن الله فعلاً حاميه، علاوة أيضاً على ثلاثة رجال يقفون خارج جناحه في فندق المنصور وخمسة آخرين يقفون أمام باب المصعد. وجميع هؤلاء الحراس يحملون بنادق"كلاشنيكوف"وأجهزة ارسال وبزات مموهة ومملوءة بالذخيرة. والشيخ الريشاوي 35 عاماً الذي يقود"مجلس انقاذ الأنبار"، وهو مجموعة عشائرية تقاتل تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"، يحتاج إلى أكبر قدر ممكن من الحماية والأموال، فهو الوجه العلني لمجلس إنقاذ الأنبار."أقسم بالله بأننا لو حصلنا على أسلحة جيدة وآليات جيدة ودعم ملائم، أستطيع أن أقاتل القاعدة حتى أفغانستان". والتقى الريشاوي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ثلاث مرات منذ أعلن حملته في أيلول سبتمبر الماضي، فيما تتردد اشاعات عن تلقيه مبالغ مالية كبيرة من الحكومة العراقية والأميركيين. ولا تقتصر مهمته فقط على مواجهة"القاعدة"، إذ أن وجهه يظهر دائماً على الدعايات المناوئة للتنظيمات المتمردة في العراق. لكن الشيخ عبدالستار يشكو من أنه لا يحصل على دعم مالي وعسكري كاف، قائلاً:"ليس لدينا أسلحة وسيارات وحتى بزات كافية". وإحدى مهمات الشيخ تكمن في تحصيل الانتقام العشائري، إذ قتلت"القاعدة"والده عام 2004 لمعارضته اياها. وخُطف اثنان من أشقائه ولم يسمع عنهما، فيما اغتيل شقيق ثالث له. أما الشيخ نفسه، فقد نجا من ثلاث محاولات لاغتياله وزوجته وأبنائه الخمسة، باستخدام سيارات مفخخة انفجرت جميعها قرب منزله. ويدرس الرئيس الأميركي جورج بوش تقديم مزيد من الدعم الى الزعماء العرب السنة الذين ضاقوا ذرعاً بالجناح المتشدد من المسلحين، وهي سياسة تحظى بدعم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. ويؤكد الشيخ الريشاوي أن مجلس انقاذ الأنبار يتكون من 25 قبيلة ساعدت في تجنيد ستة آلاف رجل في شرطة الأنبار، وشكلت لواء طوارئ يضم 2500 مسلح يأتمرون به. إلا أن لهذه الخطة مخاطر، إذ قد ينتهي الأمر ببناء ميليشيا سنية قد تنقلب عليهم في نهاية المطاف، كما فعل لواء الفلوجة عام 2004 بعدما سلمته مشاة البحرية الأميركية المارينز السيطرة على المدينة. وكان تشكيل هذا المجلس أثار صدمة في أوساط السنة العرب، إذ أنها كانت المرة الأولى التي يقف فيها أحد ضد"القاعدة"في محافظة الأنبار. إلا أن رئيس"هيئة علماء المسلمين"الشيخ حارث الضاري كان قال عن جماعة الريشاوي إن هذا المجلس"لا يمثل عشائر الأنبار، بل هم مجموعة من المجرمين وقطاع الطرق". ويشير الشيخ الريشاوي الى أن عشيرته تمثل عشر سكان مدينة الرمادي 400 ألف عاصمة المحافظة، وهي سعت دائماً الى السلام مع الأميركيين، ولهذا السبب قُتل والده. ويضيف الشيخ أن جماعته اعتقلت 80 مسلحاً خلال قتالها"القاعدة"، وأودعتهم سجناً في الرمادي،"كان بينهم سعوديون وسوريون. واعترف السعوديون بأنهم جندوا في بلادهم عبر مشاهدة أفلام وصور معادية للأميركيين بينها صور التعذيب في سجن أبو غريب، ثم نقلوا الى سورية ومنها للعراق". وفي قلب الشيخ الريشاوي قليل من الحب للحكومة السورية، إذ قال لدى مشاهدته نشرة تلفزيونية عن اغتيال وزير الصناعة اللبناني السابق بيار الجميل في 21 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، إن"هذه فعلة سورية. إنها ترتكب أعمالاً سيئة، كما تفعل ايران عبر الميليشيات الشيعية". "برأيي الشخصي، وكما يرى معظم الحكماء في الأنبار، أنه لو رحلت القوات الأميركية الآن، ستكون هناك حرب أهلية وستسقط المنطقة في فوضى. أما إذا أكملنا بناء قوات الشرطة والجيش وجعلناها قوية بدرجة كافية، سيكون من الممكن أن تنسحب القوات الأميركية وتعود الى بلادها. وسيكونون الأميركيون وقتها أصدقاء العراقيين".