مسلات صغيرة وتماثيل معدنية واخرى فخارية وقطع نقدية بابلية وعبرية وطابوق وقطع جدارية منزوعة تحمل رسوماً اثارية وكتابات مسمارية واواني فخارية وحلياً يمتد عمر بعضها الى 2500 سنة ق. م تعد من ابرز السلع التي يتداولها اهالي قرى الجمجمة وكويرش وبرتون المحيطة بمدينة"بابل الاثرية"الواقعة شمال مدينة الحلة على بعد 100 كلم جنوببغداد وتنعش تجارتها القوات المتعددة الجنسية. ويؤكد كريم القاسمي مدير اعلام بابل ل"الحياة"ان محافظة بابل تضم اكثر من 285 موقعاً اثريا في مقدمها منطقة"برس"التي تضم محرقة النبي ابراهيم الخليل واثار النمرود و"كيش"والكفل حيث كان يتمركز اليهود في العراق حتى مغادرة آخر يهودي في العام 1955 اضافة الى مسلة حمورابي واثار نبوخذ نصر وغيرها من الاثار التي تنتشر هنا وهناك في المحافظة، لافتا الى ان"المدينة الاثرية"كانت ضمن قائمة"التراث العالمي"الذي يضم ابرزالمواقع الاثرية في العالم والمعدة من قبل منظمة اليونيسكو الا انها المدينة شطبت من القائمة في عهد الرئيس الاسبق صدام حسين"لادخاله تعديلات على المدينة"منها اعادة بناء بعض الجدران بطابوق حديث يحمل الحرفين الاولين من اسمه"ص. ح."وبناء قصر رئاسي فوق احدى تلال المدينة ودار استراحة وعدد آخر من المنشآت، مشيرا الى وجود اتصالات تجريها دائرة الاثار في بابل وهيئة الاثار والسياحة العراقية مع منظمة اليونيسكو لاعادة المدينة الى القائمة. وزاد القاسمي ان المدينة وغالبية المواقع الاثارية في بابل تعرضت للسرقة بعد الاجتياح الاميركي وبقاء هذه المناطق من دون حراسة. ونوه بأن بعض المواطنين يبلغون الجهات المختصة بين الحين والآخر عن وجود قطع اثرية هنا وهناك كان آخرها قبل ايام حيث عثرت الاجهزة الامنية على اكثر من 20 قطعة اثرية يعود عمرها الى حقبة ما قبل الميلاد في اعقاب ابلاغ احد المواطنين عن وجود القطع في دار شخص كان يحاول بيعها الى المهتمين. ويلفت الاعلامي علي الربيعي الى ان المدينة الاثرية في بابل تتعرض الى سرقات متواصلة من قبل اهالي القرى المحيطة بها ويقول ل"الحياة"ان"اهالي هذه القرى باتوا متخصصين بتجارة وتهريب الاثار"، مشيرا الى ان لهؤلاء اتصالاتهم بتجار ومهربي الاثار الدوليين، خصوصاً اولئك المهتمين بالاثار العراقية، كما ان وجود قوات المتعددة الجنسية في المنطقة انعش هذه التجارة بشكل كبير، موضحاً ان بعض ابناء هذه القرى كان محكوما بالاعدام لتورطة بعمليات تهريب وسرقة الاثار ابان النظام السابق، الا انهم نجوا من الحكم بموجب العفو الاخير الذي صدر قبل سقوط النظام بشهور. ويقول الربيعي ان صدام حسين هجر اهالي مدينة كويرش في عهده ومنحهم قطع ارض في مناطق اخرى للسيطرة على عمليات سرقة الاثار المتواصلة واعلن صدام القرية جزءاً من المدينة الاثرية، الا ان اهالي هذه القرية عادوا الى اماكنهم بعد سقوط النظام. ويوضح الربيعي ان القطع التي ينشط ابناء هذه القرى في بيعها هي مسلات صغيرة وتماثيل طينية ومعدنية واختام اسطوانية واوان فخارية وعملات نقدية بابلية واخرى عبرية يرجع تاريخها الى 1500 سنة. ويضيف الربيعي ان القوات المتعددة الجنسية اتخذت من الموقع الرئيسي للاثار في بابل مقرا لقواتها وكذلك القصر الرئاسي الذي بات مقرا للقيادة العسكرية الاميركية في بابل وقامت القوات باغلاق المنافذ المؤدية اليها المدينة ولم تغادر الا بعد مرور اكثر من سنتين ونصف السنة حيث سلمت الموقع الى قوات حماية المنشآت العراقية بعدما رفضت دائرة اثار بابل تسلمه من القوات الاميركية بسبب تعرض غالبية موجوداته الى النهب والسلب والتلف. ويؤكد ان زيارة خاطفة الى المكان قام به وعدد من زملائه اطلعوا خلالها على حجم الضرر الذي لحق بالمدينة على يد القوات الاميركية، مشيراً الى ان الضرر الذي سجلوه في ذلك الوقت تمثل بنزع قطع كبيرة من الجدران تحمل رسوماً وكتابات اثرية وتهديم عدد آخر بسبب تجول العجلات العسكرية داخل المدينة وانهيار بعضها بسبب اصوات الطائرات واستخدام اتربة المدينة لملء الاكياس العسكرية المستخدمة كمصدات للحماية. ويؤكد محمد المسعودي رئيس مجلس محافظة بابل ل"الحياة"ان حجم الاضرار التي لحقت بالموقع على ايدي القوات المتعددة الجنسية كانت كبيرة جداً، لافتا الى ان لجنة من دائرة الاثار ومجلس المحافظة والقوات المتعددة الجنسية شكلت لتقديرها. ويشير الى ان تقريراً دولياً شاركت دائرة اثار بابل بإعداده سيصدر قريبا عن منظمة اليونيسكو يتضمن حجم ومقدار ونوع الاضرار المشار اليها. ويشدد على ان ابرز الاضرار، من وجهة نظره، تتمثل بقيام القوات المتعددة الجنسية بحفر خندق بعرض 50 سم وعمق 125 سم حول المدينة من الجهة المحاذية لمدينة الحلة. من جانبها تنفي مريم عمران مدير دائرة الاثار في بابل تعرض موجودات المتحف للسرقة وتؤكد ل"الحياة"ان"المتحف كان يضم نسخاً جبسية تعرضت للتلف بعد دخول القوات الاميركية الى الموقع".