في الوقت الذي واصل منقبون وآثاريون عراقيون عمليات التنقيب في مدينة بابل التاريخية تواصلت عمليات تهريب الآثار العراقية، وطاول آخرها نسخة نادرة من التوراة مكتوبة على جلد غزال هرُبت الى تل ابيب. ففي مدينة بابل التاريخية التي شهدت عمليات اعادة بناء أجزاء رئيسة من معالمها الأثرية الأصلية بحسب قرار للرئيس صدام حسين نهاية الثمانينات، ما افقدها قيمتها التاريخية، لا سيما ان كل الحجارة التي استخدمت في اعادة البناء حملت الحرفين الأولين من اسم الرئيس العراقي الذي أصر على هذا الاجراء أثناء متابعة عمليات اعادة بناء المدينة. تمكن فريق للتنقيب في "دائرة الآثار والتراث" من العثور على موقع أثري جديد بمساحة 600 متر مربع وضم بنايتين، الأولى احتوت على خمس غرف والثانية على غرفتين، فيما تمكن الفريق من العثور على مجموعة من الأختام والرقم الطينية والجرار والنحاسيات كالخواتم والقلائد والأساور وبعض المسكوكات الفضية والنحاسية. وبحسب صحيفة "الثورة" العراقية فإن عمليات اعادة بناء المواقع الأثرية في مدينة بابل التاريخية متواصلة، مشيرة الى اعادة بناء سقف "معبد ننماخ" وجزء من "معبد عشتار". وان الطابوق الطيني الذي كان استخدمه البابليون في بناء معابد المدينة ومنازلها ومسارحها هو ذاته الذي يستخدم في عمليات الصيانة. الى ذلك تمكن آثاريون من اكتشاف ما اعتبروه "أضخم معبد سومري" يرجع تاريخه الى 2700 سنة قبل الميلاد في منطقة أم العقارب الواقعة في محافظة الناصرية ذي قار على بعد 370 كيلومتراً جنوببغداد. ويرى مسؤول في "الهيئة العامة للآثار العراقية" ان المعبد من الضخامة حيث يصل ارتفاع جدرانه الى نحو سبعة أمتار. ويقول مدير عام الدراسات والبحوث في الهيئة دوني جورج ان هذا "الارتفاع العالي يجعل هذا المعبد السومري أضخم معبد يكتشف في حضارة بلاد وادي الرافدين حتى الآن"، لافتاً الى ان جدران جميع المعابد المكتشفة سابقاً كانت منخفضة. وفي دراسة اللقى الأثرية في موقع أم العقارب تأكد ان المعبد كان ضمن مدينة مأهولة منذ القرن الخامس قبل الميلاد. غير ان انقطاع المياه وجفاف الأنهار التي كانت تمر شرق المدينة وغربها تسبب في هجرة الناس عنها. وفي بغداد أحبطت السلطات الجمركية محاولة تهريب قطع أثرية من بينها جزء من كتاب التوراة مكتوب على جلد غزال. وذكرت صحيفة "نبض الشباب" الأسبوعية الصادرة في بغداد قبل أيام ان احد مهربي الآثار وقع في قبضة رجال الجمارك في أحد فنادق الدرجة الأولى في العاصمة العراقية وبحوزته عدد من القطع واللقى الأثرية من ضمنها جزء نادر من التوراة تقدر قيمته بمائة ألف دولار. ولفتت الصحيفة الى ان المهرب كان ينوي السفر بصحبة القطع الأثرية خارج البلاد، في اشارة الى عمليات تهريب واسعة لآثار البلاد بدأت بعد حرب الخليج الثانية وعلى نطاق واسع وطاولت قطعاً نهبت من متاحف جنوب البلاد وشمالها أثناء سقوط السيطرة الحكومية في عدد من المحافظات اضافة الى شبكة من المهربين ساندتها شخصيات متنفذة في تهريب عدد من مقتنيات المتحف العراقي الذي ظل مغلقاً منذ عام 1991 حتى العام الماضي. وكانت اسرائيل اعلنت عام 1998 انها تمكنت من تهريب نسخة نادرة من التوراة كانت مودعة في أحد منازل الحي اليهودي في مدينة الكفل على بعد 130 كيلومتراً جنوببغداد وانها حصلت على النسخة الأصلية والقديمة من التوراة عبر وسطاء التقوا مندوبها في بلد مجاور للعراق وانها دفعت مبلغاً يزيد على المليون دولار.