تبدأ اليوم في الرياض أعمال القمة العربية ال19 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومشاركة معظم الزعماء العرب الذين توافدوا أمس إلى العاصمة السعودية. وتتصدر المبادرة العربية للسلام وتسوية الصراع مع إسرائيل جدول أعمال القمة التي تختتم غداً، إضافة إلى الملف العراقي والوضع في لبنان. ويفتتح الملك عبدالله أعمال القمة في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، في حضور زعماء مصر والجزائر والأردن والبحرين وقطر والكويت والسودان وسورية والعراق ولبنان واليمن والإمارات وفلسطين وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر. ويغيب عن القمة العقيد معمر القذافي إضافة إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي أوفد رئيس وزرائه محمد الغنوشي وعاهل المغرب الملك محمد السادس الذي سيشارك شقيقه مولاي رشيد في أعمال القمة، كما سيغيب سلطان عُمان قابوس بن سعيد ويشارك بدلاً منه نائب رئيس الوزراء فهد بن محمود السعيد والرئيس الصومالي عبدالله يوسف الذي أوفد رئيس الوزراء علي محمد جيدي. أما لبنان، فيشارك بوفدين في القمة، كما حدث في القمة الأخيرة في الخرطوم، الأول برئاسة الرئيس إميل لحود والثاني يقوده رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. ويشارك في أعمال القمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي والرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الكيني موراي كيباكي. وعلمت"الحياة"أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي سيحضر القمة. وشهدت الرياض لقاءات جانبية بين رؤساء وأعضاء الوفود الذين وصل معظمهم أمس. وسيتضمن مشروع القرار الخاص بموضوع الأمن القومي العربي تشكيل مجموعة عمل من الخبراء والاختصاصيين لدرس المذكرة السعودية الخاصة بهذا الموضوع، بحيث تأخذ في الاعتبار الأفكار التي تم تبادلها خلال المناقشات في إطار الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة. من جهة أخرى، يخيم الملف النووي أيضاً على أجواء القمة العربية، إذ تدعم الدول العربية حق دول المنطقة في الحصول على الطاقة النووية للاستخدام السلمي، لكنها ستدعو إلى إخلاء المنطقة من كل أسلحة الدمار الشامل، خصوصاً الترسانة النووية الإسرائيلية، وحض إيران على التعامل بإيجابية في برنامجها النووي، بما يضمن سلمية استخداماته. ونوّه عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالجهود التي يبذلها الملك عبدالله لإنجاح القمة. وأعرب عن تطلعه إلى أن تُفضي أعمال القمة العربية إلى موقف عربي موحد تجاه كل ما يواجه الأمة من تحديات، مؤكداً في بيان صحافي أدلى به فور وصوله إلى الرياض"أن العمل مكثف لحشد الدعم والتأييد لمبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت العام 2002". وعبر عن أمله في دفع عملية السلام واستئنافها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، استناداً إلى مبادرة السلام العربية"التي يمكن من خلالها توفير مظلة للسلام الدائم والعادل والشامل في المنطقة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لتتعايش بسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل". وشدد الملك البحريني على ضرورة اتخاذ القمة العربية خطوات ملموسة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأكد أهمية استمرار المحادثات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، للوصول إلى صيغة تؤدي إلى السلام المنشود، داعياً إلى احترام التعهدات والاتفاقات الخاصة بعملية السلام. وأكد نائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد أن"طبيعة التحديات التي تواجهها دول المنطقة توجب إجراء تقويم شامل لمسبباتها، والعمل على إيجاد الوسائل الناجحة للتعامل معها والحد من تفاقمها".