سياحة اليخوت الفاخرة صيحة جديدة آخذة بالانتشار في منطقة الخليج مع تزايد أعداد الجزر السياحية الاصطناعية التي تُبنى في مياهه، على غرار جزر "النخلة" الشهيرة و "جزر العالم" في دبي. وتستقطب هذه الجزر الأثرياء والمشاهير من كل مكان في العالم للإقامة والسياحة. وانتقلت أزمة ازدحام السير في شوارع دبي من البر إلى البحر، وبات الحصول على "موقف" في مياه الخليج العربي لليخوت الفاخرة والقوارب السياحية، مشكلة كبيرة تقض مضاجع الأثرياء والمشاهير وشركات تجارة اليخوت وصناعتها وتأجيرها. وكشف خبراء في القطاع تحدثت اليهم"الحياة"أن أكثر من 35 ألف قارب سياحي يمخر عباب الخليج، يملكها أفراد أو شركات، لا يعكر صفوها غير أن تجد لنفسها"موطئ قدم"في مراسي دبي، التي لم تعد تتسع للأعداد المتزايدة من اليخوت والقوارب، في ظل الطفرة في حجم الثروات وأعداد الأثرياء في المنطقة. يضاف الى ذلك تحولها الى وجهة سياحية عالمية تستقطب الفئات العليا من السياح. ولفت الرئيس التنفيذي لشركة"الشعالي مارين"الإماراتية سلطان الشعالي الى أن مالكي اليخوت في دبي"يضطرون إلى الوقوف في ثلاثة أو أربعة صفوف خلف بعضهم البعض بعيداً من الشاطئ، حيث يضطر الشخص الى الوصول الى قاربه عابراً فوق اليخوت الثلاثة. ويحتاج ذلك الى التنسيق بين أصحاب هذه اليخوت ما يعني أن تكون بينهم علاقة معرفة على الأقل". وطالب الحكومات ب"ضرورة الاستثمار في استحداث مزيد من المراسي أو السماح للقطاع الخاص بإنشائها لاستيعاب الطفرة الكبيرة التي يشهدها القطاع والتي لا تزال في بدايتها". واعتبر الشعالي، الذي تستحوذ شركته على نحو 40 في المئة من سوق القوارب في المنطقة وتصدر الى أوروبا وآسيا والعالم العربي، أن كثرة الجزر الاصطناعية السياحية في مياه الخليج"تزيد المشكلة ولا تحلها"، موضحاً أن على رغم المساحات الكبيرة من الشواطئ التي توفرها الجزر، إلا أن هذه الشواطئ خاصة وليست مفتوحة للجميع"، لافتاً الى أنها"ستزيد أعداد الأثرياء في المنطقة وتفتح آفاقا أكبر للسياحة البحرية". يبلغ طول المراسي على خور دبي من الجهتين 20 كيلومتراً، وهو مشغول بالكامل على ثلاثة صفوف، فيما تمتد قوائم الانتظار في مراسي الميناء السياحي لتسعة أشهر أو عام كامل، كي يتمكن صاحب القارب من الحصول على موطئ قدم على الرصيف، وإلا سيضطر الى البقاء في عرض البحر والانتقال الى الرصيف في مركب صغير. أما مراسي المشاريع الجديدة لشركة"إعمار"، مثل المارينا وغيرها فهي محجوزة قبل إنجاز بنائها. ويقدر حجم مبيعات اليخوت في منطقة الخليج سنوياً بنحو 500 مليون دولار، ولا يقل متوسط النمو السنوي عن 60 في المئة. وتبدأ أسعار بعض اليخوت الصغيرة من مليوني دولار، فيما تشكل كلفة التشغيل حيزاً مهماً، خصوصاً حجز الموقف في أحد المراسي فضلاً عن كلفة الطاقم الخاص باليخت. وأعلن الشعالي أن نسبة 70 في المئة من الإنتاج الخليجي يُصدر الى الخارج ما يدل على المستوى العالمي الذي بلغته هذه الصناعة التي تنافس في كل مكان في العالم". لكنه حذر من"إغراق أسواق المنطقة بمنتجات شركات عالمية يمكن أن تدمر هذه الصناعة". لن تقتصر الطفرة المتوقعة في سياحة اليخوت الفاخرة على دبي كما يرى خبراء، وهم يتوقعون سوقاً ضخمة تسير خلف الطفرة العقارية والسياحية التي تجوب المنطقة خصوصاً في أبوظبي والسعودية، التي تتمتع بشواطئ طويلة على الخليج من جهة والبحر الأحمر من جهة ثانية، فضلاً عن الكويت. إذ يشير الخبراء الى أن 70 في المئة من القوارب واليخوت في منطقة الخليج مسجلة في الكويت التي كانت سباقة في هذا المجال، واستثمرت كثيراً في البنية التحتية والمرافق المساندة، غير أن هذه النسبة طور التغير مع الطفرة التي تشهدها بقية دول المنطقة. وكان معرض الخليج للقوارب الذي نظمته دبي أخيراً، استقطب زواراً تجاوز عددهم ال 25 ألف شخص. وحقق مبيعات تخطت مبلغ نصف بليون درهم في خمسة أيام. بينما حظي المتخصصون بتفقد 330 قارباً من أحدث ما أنتجته المصانع العالمية. كما شهدت الرياضات المرتبطة بالبحر خصوصاً الغوص حضوراً قوياً في المؤتمرات والمعارض المرافقة للغوص وأدوات الصيد وغيرها.