تخوض عشائر الأنبار، غرب العراق، معارك طاحنة في عدد من مدن المحافظة ضد تنظيم "القاعدة"، خصوصاً في الفلوجة والعامرية والصقلاوية والفليحات، ما يعتبر تغيراً في مزاج الشارع السني وتوجهه الى الحل السياسي للأزمة تجنباً للحرب الاهلية. وأفاد مراسل "الحياة" في الانبار ان عناصر "القاعدة" شنوا هجوما صباح امس من ثلاثة محاور في اتجاه منطقة الحصي، في أول رد فعل على مقتل اثنين من"وزراء دولة العراق الاسلامية"، في هجوم شنته عشائر البو عيسى، وميليشيا ثوار الانبار على معاقلهم. وأكد ان قوات مشتركة من الجيش والشرطة صدت الهجوم وشنت حملة واسعة اعتقلت خلالها عدداً من المسلحين وقتلت آخرين وذكر شهود ان الحملة نجحت في اجلاء"القاعدة"عن جزء كبير من منطقة الفليحات التي تعد من ابرز نقاط ارتكازها بين الفلوجة وعامرية الفلوجة حيث دارت اشتباكات عنيفة استمرت ساعات وشملت مناطق الفليحات والبوهوة. وقال شهود من منطقة الحصي ان هجوماً آخر كان باتجاه منطقتهم حيث تقع قرية البوعيفان التي تشتبك مع"القاعدة"في صراع عنيف منذ اكثر من ثلاثة اشهر. واكدوا ان قوات الشرطة التي تلقت اسناداً بالطيران والمدفعية من القوات الاميركية احبطت هجوم"القاعدة"بعد معارك عنيفة. وقالت مصادر مستشفى الفلوجة العام ان المستشفى تلقى ظهر امس جثث ثمانية من افراد الشرطة وتسعة من الميليشيا العشائرية و16 جريحاً من الشرطة والعشائر. واكد مصدر في شرطة الفلوجة ان"الشرطة كبدت المسلحين عشرات القتلى، وهي الآن تسيطر على منطقة الفليحات والبوهوة وتقوم بتصفية الجيوب المتبقية على الضفة اليسرى للفرات، فيما انسحب الجزء الاكبر من فلول"القاعدة"الى منطقة زوبع على الضفة الاخرى للفرات". وعزا نائب رئيس الوزراء السابق عبد مطلك الجبوري من جبهة"التوافق"ما يحدث في الانبار الى ان"البيئة العراقية والسنية بخاصة لا تقبل اي عمل يتعارض مع وحدة العراق ويؤدي الى تمزيق لحمته"وشدد على ان"جميع العراقيين تجمعهم وحدة الوطن فلا الشيعي يفرط بالسني لانتمائه الطائفي ولا السني يفرط بالشيعي". من جهته قال النائب حارث العبيدي، من"مؤتمر اهل العراق"بزعامة عدنان الدليمي ان تحولات قي قناعات الشارع السني"حدثت بعد أربع سنوات في مواجهة الاحتلال عسكرياً فبدأ يقتنع بآرائنا في جدوى العملية السياسية واهمية المشاركة في صنع القرار وتحديد مسار مستقبل العراق السياسي". وأضاف:"بات الجميع داخل العراق يؤمن بضرورة التآزر للخلاص من المحنة وهذا التبدل شمل مزاجات شرائح منها رجال دين وسياسيون واكاديميون في الداخل والخارح"، مشيراً الى ان"هذه الاوساط تتفاعل مع العملية السياسية وتقترب منها شيئا فشيئا، وتحاول خلق اجواء مشاركة معنا في تقويم الاوضاع وابداء الملاحظات". وقال اللواء رياض الشمري من وزارة الامن الوطني"ان القاعدة في محافظة الانبار باتت تعيش ايامها الاخيرة بسبب عزوف الاهالي عن التعاون معها من جهة، وتعرضها لحملة عسكرية وشعبية انضمت اليها معظم الجماعات المسلحة العراقية التي تشكلت في المنطقة في اعقاب الاجتياح العسكري الاميركي بالاضافة الى محافظات الوسط الاخرى"ولفت الى"تحول المزاج العام السني في العراق الى حتمية الحوار والانضمام للعملية السياسية مع اعلان القاعدة دولة اسلامية في بعض المحافظات". الى ذلك نفى"جيش المجاهدين"، أحد الفصائل المسلحة في العراق تصريحات الناطق الاعلامي باسم حزب البعث الذي قال ان الحزب ينسق ميدانياً مع بعض"الفصائل الجهادية". وجاء البيان الذي حصلت عليه"الحياة"رداً على تصريحات ل"ابو محمد"الناطق باسم حزب البعث وفيه"أن الفصائل الجهادية ومعها جيش المجاهدين تعتبر أن القتال مع من يحمل فكر البعث وعقيدته لا يزيد الصف إلا وهنا وفتنة". واتهمت الجماعة البعث بأنه"يسعى الى الصعود على اكتاف المجاهدين"وجاء في البيان"نود أن نؤكد بأن ما جاء على لسان الناطق باسم تنظيم البعث هو محض افتراء وكذب ومحاولة للصعود على أكتاف المجاهدين الذين وقفوا بوجه المشروع الأميركي إذ لا يوجد أي نوع من أنواع التنسيق بيننا وبين أي تنظيم علماني سواء كان يحمل فكر البعث أو غيره فضلا عن أننا لا نعلم بوجودهم ميدانيا".