في خطوة تعكس صعود الخط الواقعي في الخارجية الأميركية وامتعاض صقور الادارة من بعض التحولات في السياسة الخارجية، غادر نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون وقف التسلح روبرت جوزف منصبه، لأسباب ربطها بسياسة الادارة في التعامل مع الملفات النووية و"الليونة"في الاتفاقية الموقعة مع كوريا الشمالية التي تتعارض مع"مبادئه". وبمغادرته، انضم جوزف وهو من أصل لبناني الى قافلة الصقور التي غادرت خلال ولاية جورج بوش الثانية، أبرزها سفير الأممالمتحدة جون بولتون ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ولويس ليبي مدير مكتب نائب الرئيس ديك تشيني. وفي حديث مع صحيفة"نيويورك تايمز"، برر جوزف استقالته بالنهج السياسي في الخارجية الأميركية حيال كوريا الشمالية وأسلوب تعامل كريستوفر هيل، مساعد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مع ملفها النووي والتوقيع في شباط فبراير الماضي على اتفاقية تمنح بيونغيانغ رزمة حوافز للتخلي عن برنامجها النووي. واعترض جوزف على هذه السياسة التي"ستساعد النظام في كوريا الشمالية على الاستمرار"، مؤكداً أنه من محبذي سياسة"الضغط عبر تشديد العقوبات والعزل". وتراجعت صلاحيات جوزف في الفترة الأخيرة وخصوصاً في الملف الايراني الذي يتولاه مساعد رايس البرغماتي نيكولاس بيرنز. وتتمركز قوة الصقور اليوم في مكتب تشيني ومستشاريه جون هانا وإليوت أبرامز وجاي دي كراوش، فيما تراجع نفوذهم في وزارة الدفاع بعدما تسلمها روبرت غيتس.